انتهت الهيئة العليا للسياحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية «ممثلة في أمانة جازان» من دراسة لإنشاء مشروع تطوير الأسواق الشعبية في المنطقة، وذلك بهدف المحافظة على استدامة هذه الأسواق وإعادة تأهيلها وتطويرها كواجهة سياحية وثقافية وتراثية واقتصادية. ويعمد المشروع إلى توفير فرص عمل لأبناء منطقة جازان وإقامة الفعاليات والمهرجانات المرتبطة بهذه الأسواق. وجاء تركيز الهيئة وشركائها على تطوير هذه الأسواق لدورها الكبير والرائد في تنشيط السياحة والتشجيع في المحافظة على المنتجات الحرفية واليدوية كونها من العوامل التي تؤثر إيجابا في اختيار المناطق لزيارتها ومن خلالها سيتم التعرف على الوضع الحالي لتلك الأسواق الشعبية والأبعاد العمرانية والاقتصادية ومناقشة الأفكار التطويرية المقترحة للأسواق الشعبية. وتعد منطقة جازان من أكثر المناطق في المملكة من حيث تعدد الأسواق الشعبية التي تلقى إقبالا كبيرا من الأهالي والزوار، وتشتهر المنطقة بأسواق لها تاريخ عريق مثل سوق الخوبة الأسبوعي التي تعد من أبرز معالم منطقة جازان لما يمثلها من تظاهرة اقتصادية متميزة من خلال معروضاته المتنوعة، وتظاهرة اجتماعية فريدة لاجتماع الباعة والمشترين في السوق ليس من منطقة جازان فحسب بل من مختلف مناطق المملكة ومن الدول المجاورة. وتنسب السوق إلى مدينة الخوبة العاصمة الإدارية لمحافظة الحرث «90 كلم جنوب شرقي جازان» وهي تتميز بالمعروضات التقليدية والحركة الاقتصادية المشهودة كل خميس حيث يتسابق إليها الباعة والمشترون، حيث تمثل مقصدا للجميع ومصدرا للرزق، كما تشهد حراكا أسبوعيا على مدار العام تعزز ذلك المناسبات الاجتماعية التي تشهدها المنطقة. ومن الأسواق المهمة في جازان سوق أحد المسارحة، وتعد الملتقى الأسبوعي لقبائل المسارحة في يوم الأحد من كل أسبوع ولا يزال يرتاد تلك السوق آلاف البشر من كل أجزاء وقطاعات جازان، إضافة إلى الأجزاء الشمالية من اليمن الشقيق لتسويق منتجاتهم الزراعية والحيوانية والصناعية والحرفية ولعل ما يميز السوق هو توفر جميع أنواع السلع الاستهلاكية باعتبارها ملتقى اجتماعيا لجميع القبائل بالمنطقة لمناقشة خلافاتهم وإيجاد الحلول لها وهي عبارة أيضا عن ملتقى إعلامي أسبوعي لجميع المواطنين للإخبار عن شيء أو القيام بعمل شيء بسبب عدم وجود وسائل اتصال في ذلك الوقت مشتملا على مختلف الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والتجارية والتسويقية والإنسانية. كما تمتاز جازان بسوق صبيا الذائع الصيت بين أسواق المنطقة. وتقام السوق يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ويفد إليها الباعة والمشترون من أماكن بعيدة، ويتم فيها التبادل التجاري بين الباعة بما يجلبونه من سلع تجارية ويأخذ المشترون ما يحتاجون إليه. في الوقت الحاضر سوق صبيا ذات حركة تجارية طوال أيام الأسبوع. وتحتضن جازان عددا كبيرا من الأسواق المهمة مثل سوق العارضة وسوق ببش وسوق العيدابي وسوق بني مالك وسوق الدرب، وكل سوق تتميز بخصوصيتها وما تحتويه من سلع وحرف وأدوات تراثية قديمة لا يتم بيعها إلا عن طريق هذه الأسواق الشعبية الأسبوعية .