المراجع: ياسعادة المدير أحد موظفيك (تقاعس) وأخل في أداء واجبه، فقد عطل معاملتي دون مبرر، فالمعاملة مستوفية جميع الشروط، فيوم يتغيب ويوم يقول تعال غدا .. وهكذا دون أدنى مبالاة أو قيد أنملة من الحياء. المدير: استقبل المراجع وأنصت إليه جيدا وبادره بابتسامة عريضة .. وبعد أن تحقق من الموضوع شخصيا أحال المعاملة لموظف آخر، وأنجزت سريعا، وقدمها المدير للمراجع مشفوعة باعتذار شخصي. ولم يكتف المدير بهذا الإجراء فقد وجه إنذارا لذلك الموظف. المراجع : لقد أخجلتني ياسعادة المدير بحسن تعاملك وغمرتني بكياسة سلوكك وأريحيتك. المدير: لا داعي للامتنان فهذا حقك وأقله أن نستسمحك عذرا عما تسببناه لك من عناء وهدر للوقت والجهد. المراجع : وبشيء من الاستغراب الممزوج بالغبطة .. لكن ياسعادة المدير ليس مطلوب منك أن تعتذر، ولا أخفيك لقد استبعدت ذلك خصوصا أن الخطأ والتقصير من الموظف وبصراحة أكثر لم نعهد ذلك من المديرين. المدير: إن ذلك الموظف يعمل بإدارتي وأنا مسؤول عن أي تقصير يبدر من أي موظف. المراجع: أشكرك يا سعادة المدير على أريحيتك وحسن تدبيرك وإحساسك الجم بالمسؤولية. ترى هل ما تقدم من سياق حقيقي ؟ وإذا كان كذلك هل هو فريد أي لن يحدث إلا نادرا ؟ أم هو مجرد (سيناريو) الغرض منه الإيحاء لتكريس هذا التوجه ؟ أم لعله أسلوب مثالي يستعصي تطبيقه على أرض الواقع. واقع الحال أن كل ما ورد من تساؤلات مشروعة ولها دلالاتها. فكما تلاحظون كلها تؤشر بندرة ممارسة ذلك الأسلوب أو لنقل تشكك في إمكانية تقبله واستحسانه .. واستطرادا تعميمه كإجراء طبيعي مفترض .. الحقيقة إذا ما أمعنا التفكير بموضوعية في ذلك (السيناريو) أو المنحى سمه ما شئت .. لوجدنا أنه لا يخرج عن السياق الطبيعي (كسلوك إداري محض). إذا ما أردنا الإنصاف وإعمال الجانب الإنساني كقاعدة أساسية في منظومات العمل. فالمدير اعتذر للمراجع لشعوره بالتقصير تجاه المراجع على قاعدة أن الموظف جزء من الكيان الإداري من منطلق الإحساس الجمعي بالمسؤولية. وجدير بالذكر أن الشعور بالمسؤولية بالمعنى الحقيقي هو الذي قاد المدير، وإن شئت يفترض أن يقوده لذلك السلوك الذي تجلى بإنجاز المعاملة على وجه السرعة ومعاقبة الموظف على سوء تدبيره ومن ثم الاعتذار للمراجع كونه تكبد عناء ما كان له أن يحدث لو أن الموظف أدى عمله كما ينبغي .. أيا كان الأمر لن نجنح بعيدا ونتوقع أن جميع المديرين أو حتى أغلبهم سينحون هذا المنحى (الصحي) ويتبنونه، لكن علينا أن نتذكر أن الإدارة بمفهومها الحقيقي والصحي استشعار بالمسؤولية المشتركة والعمل بها، ودور المدير هو تكريس هذا الشعور وتوطينه لجهة جميع الموظفين بلا استثناء ومن دون هذا التوجه أو قل الركيزة لن تحقق المنظومة أقل القليل من أهدافها، إن لناحية رفع الإنتاجية وتطوير الأداء أو لجهة الجانب الخدماتي. يبقى أن نقول إنه من الخطأ الاعتقاد أن دور المدير يقتصر على التوجيه والأوامر بل يتجلى دوره أكثر ما يتجلى بقدرته على جعل كل موظف جزءا من المنظومة، عندها يكون المدير قد وضع الحصان أمام العربة استعدادا للانطلاق.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة