أخشى أن نصل إلى ذات النتائج التي وصلت إليها بعض الدول المجاورة، فبعد تنصيبهم لأجهزة التقاط مخالفات السرعة بات قائدو المركبات يسارعون إلى تخفيف السرعة ما أن يقتربوا من الأجهزة ومن ثم يعاودوا الانطلاق بذات التهور، والنتيجة من تطبيق النظام خسائر مالية دون تحقيق الهدف من توفيرها. ساهر أكثر حصافة فلديهم أجهزة ثابتة وأخرى متحركة، فالثابتة ستولد أرباحا عالية وتقلل من آثار الحوادث في الأجل القصير ومع الأيام سيتغير حال السائق السعودي فيصبح أكثر وعيا بمواقع عدسات التقاط المخالفات وليس بأضرار السرعة، وكأننا نستنسخ تجربة ونتائج بعض الدول الشقيقة، وأما النقاط المتحركة فمع الأيام كذلك سيحسن قائدو المركبات بناء توقعات حيال أماكن تواجد العربات المتنقلة!، والنتيجة لن تختلف كثيرا عن نقاط ساهر الثابتة مستقبلا. يتفق الجميع على أضرار القيادة المتهورة والإحصاءات الواردة على الموقع الإلكتروني لساهر توضح حجم الضرر، ولو افترضنا جدلا أنه تم زرع كاميرات مراقبة في كافة الطرق قبل صناعة الوعي فأين سنشاهد السرعة في المرحلة القادمة! هل ستنتقل من الطرق السريعة والشوارع الرئيسية إلى أزقة الأحياء السكنية ؟ ألن ترتفع مخاطر القيادة المتهورة لقربهم من الأحياء السكنية ! أم سيتم زراعة ساهر في كل شارع مهما كان فرعيا صغيرا ! المطلوب الآن زيادة الوعي بأضرار القيادة المتهورة ! ولن يكون ذلك من خلال محاضرات أو مطويات أو حتى مقاطع لحوادث متفرقة يتم بثها من خلال الإعلام المرئي فربما لا تقنع الشريحة المستهدفة، وبالتالي فمن الأنسب تطبيق ذات الطريقة التي استخدمها المرور عند تطبيق نظام ربط حزام الأمان، فلفترة زمنية وهم يتواجدون في الطرق ويدعون قائدي المركبات إلى ربط الحزام وبالتالي مع الأيام بات ذلك جزءا من واقع اعتادوا على ممارسته واقتنعوا بأهمية تطبيقه لأنه تمت محاكاة عقولهم أولا ومن ثم تم تطبيق النظام فتحققت النتيجة الأساسية وهي الالتزام بمعايير السلامة. أما لتحقيق الهدف من ساهر فمن الأنسب أن يتم تطبيق النظام لفترة تجريبية لمدة عام بحيث متى تجاوز السائق السرعة القانونية تصله رسالة نصية على هاتفه تفيده بتجاوزه السرعة القانونية ومع الأيام يعي قائدو المركبات أهمية الالتزام، وإن كان من الصعب إيقاف البرنامج وإعداد فترة تجريبية فربما من الأفضل أن يتم تطبيق النظام على مراحل، فالمرحلة الأولى تتمثل في تطبيق نظام الرصد للسرعة التي تزيد على 120 كلم وبعد نجاح التجربة يتم تطبيقه على كافة الطرق حسب السرعة المسموح بها. والهدف من العمل المرحلي تغيير ممارسات قيادة اعتاد عليها السائقون لفترات طويلة، وهذه الثقافة تحتاج إلى عمل مرحلي للتخلص منها.. العلاقة التي تربط المرور بقائدي المركبات يجب أن تكون لأجل الحرص على سلامة مستخدمي الطرق من خلال تطبيق معايير السلامة وليس إعداد أنظمة رصد للتأكد من تطبيق معايير السلامة ففي هذه الحالة سيكون تطبيق معايير السلامة رهنا بتواجد رجال المرور أو التطوير المستمر للأنظمة التقنية. صناعة الوعي والرقابة الذاتية هي المهمة الأولى من وجهة نظري التي يجب أن يقوم بها رجال المرور بالتعاون مع اختصاصي علم النفس وعلم الاجتماع أو مع مؤسسات التعليم حتى يرسم أنسب البرامج لرفع الوعي بأهمية مراعاة الذوق العام في القيادة ليس فقط في إيقاف مسلسل القيادة المتهورة وإنما في بقية الممارسات غير الحضارية كعكس الخطوط السريعة لتجاوز بعض قائدي المركبات مخرجا يريد أن يسلكه، وهذه الممارسات للأسف لا تقتصر على شريحة الشباب!. وبعدها يمكن تطبيق نظام ساهر. فاستمرار ساهر في العمل بهذه الطريقة قد يرفع حجم المبالغ المحصلة، وتصبح مدعاة للتفاخر بين قائدي المركبات وفي هذه الحالة يصبح ساهر نظاما للجباية وحتما ليس ذلك هو الهدف من تأسيسه!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة