سيضيف قائد السيارة في المنطقة الشرقية، عين «ساهر» إلى قائمة الذين يحصون عليه أنفاسه، اذ كان يشعر بالأمان عند خروجه من البيت، للابتعاد عن مراقبة زوجته له، ويسلك طريقاً يوصله إلى مقر عمله. وقبل أن يدخل إلى مكتبه، يهيئ نفسه لمراقبة مديره. بيد أن الوضع سيتغير الآن، وسيضطر إلى تغيير خطته الأمنية، ويضيف إلى قائمة مراقبيه هذا النظام الذي كان يسمع ويقرأ عما فعله بقائدي السيارات في مناطق سعودية أخرى. وسينظر بعين الشك إلى كل إشارة مرورية تصادفه في الطريق إلى عمله، أو العودة منه إلى منزله. وستدفع تلك الكاميرات السائق الى عقد صداقات دائمة مع «مجموعات الإنترنت» المحذرة من «ساهر»، التي تحدد مواقع كاميرات المرور الجديدة. وسيواظب على دخول صفحاتهم، من خلال هاتفه الموبايل، أو عبر الإنترنت، قبل خروجه من العمل. وفي حال نسي نفسه مسرعاً، أو قاطعاً لإشارة مرور، سينظر بعين الشك إلى كل رسالة ترده إلى موبايله، معتقداً أنها من إدارة المرور، أو من زوجته، في كلا الرسالتين، طلب دفع «مبالغ مالية عاجلة»، إما لشراء مستلزمات المنزل، أو دفع مخالفة مرورية قبل أن تتضاعف. وسيخيب ظنه، حين يتأكد من صحة التصريحات الرسمية، التي نشرت أخيراً، وذكرت أن «ساهر» لا يفرق بين الناس، ولن ينفع حرف «الواو» (الواسطة) في عدم التقاط المخالفة أو إلغائها من النظام، أو يشفع له عند «ساهر»، لعدم تحرير مخالفة مرورية عاجلة له، لعدم تقيده في السرعة المحددة، أو لتجاوزه الإشارة الحمراء، التي ستظهر له »العين الحمراء»، في إجباره على دفع المخالفة قبل أن تتضاعف. أيام معدودة، ويبدأ قائدو المركبات في الشرقية في استقبال الضيف «الثقيل» عليهم، الذي لن يقبل بواجب الضيافة والمكوث لمدة ثلاثة أيام وينصرف، بل سيرافقهم في حلهم وترحالهم، أينما ذهبوا، وفي أي طريق سلكوا، إذ ستستقبل حاضرة الدمام بعد أيام، «ساهر»، لرصد مخالفات السرعة وقطع الإشارة بداية، بعد أن تم تطبيقه في الرياض، وجدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وتبوك، والقصيم. وعلى رغم تأجيل تطبيق «ساهر»، في الشرقية غير مرة، نظراً لوجود «مشكلات تقنية»، إلا إن إدارة المرور في المنطقة، أكدت هذه المرة أنه «غير قابل للتأجيل»، وسيتم تطبيقه خلال ايام. كما أشارت إلى تحديد السرعات في طرق المنطقة. وأوضح مدير مرور الشرقية العميد علي السويلم، أنه سيتم الاستعانة بكاميرات الدوريات السرية في تطبيق النظام، الذي سيقتصر في المرحلة الأولى على مدن حاضرة الدمام. والتي ستشمل رصد مخالفات السرعة، عبر الكاميرات المتحركة في طريقي الدمام – الخبر، والدمام - الظهران السريعين، على أن تشمل لاحقاً مخالفات قطع الإشارة، والوقوف خلف خط المشاة، والتفحيط، والمناورة، واستخدام الموبايل أثناء القيادة، وعدم ربط حزام الأمان، والتجاوز الخاطئ. وأنهت إدارة المرور، أعمال البنية التحتية لعدد من الشوارع الرئيسة في محافظة الخبر، وتجهيز الأعمدة، ليتم توصيلها بكاميرات الرصد الإلكتروني، التي ستكون ثابتة وواضحة في شكل مباشر لقائدي المركبات، على عدد من التقاطعات المهمة في الكورنيش، إضافة إلى بعض الطرق الرئيسة. فيما لا يزال العمل جارياً في مواقع أخرى في الخبروالظهرانوالدمام. وسيتم خلال المرحلة الأولى تطبيق «ساهر» في سبعة تقاطعات وشوارع وطرق سريعة، من خلال 28 كاميرا ثابتة، إضافة إلى 20 كاميرا متحركة في الدماموالظهرانوالخبر وطريق الجبيل، وجزء من طريق الرياض وبقيق. فيما ستتم الاستعانة بالكاميرات المثبتة في الدوريات الميدانية والسرية، التي تقوم برصد المخالفات المرورية لقائدي المركبات. كما سيتم رصد المخالفات من خلال الكاميرات الثابتة التي تم تركيبها خلال الفترة الماضية. وأوضح السويلم أن المرحلة الأولى من تطبيق «ساهر»، تتضمن وضع 80 كاميرا، سترصد الدماموالظهرانوالخبر وشاطئ نصف القمر. فيما سيصل عدد الكاميرات التي ترصد الطرق إلى أكثر من 490 كاميرا»، لافتاً إلى أن مراحل المخالفات تبدأ «بضبط المخالفة آلياً للمركبة المخالفة، لترسل صورة اللوحة إلى مركز معالجة المخالفات، ويتم بعدها الحصول على معلومات مالك المركبة، من طريق قاعدة البيانات الوطنية. ويمكن للسائق ان يستعلم عن المخالفة من طريق رقم خاص بالاستفسار عن المخالفة. فيما يتم سداد المخالفة من طريق نظام «سداد». وعلى رغم توجيهات أمير الشرقية الأمير محمد بن فهد، بضرورة وضع لوحات إرشادية ترشد السائقين للسرعات المقررة داخل طرقات مدن المنطقة، وكذلك الطرق السريعة قبل انطلاق نظام «ساهر»، وضرورة تغطية جميع الطرق الرئيسة بالكاميرات، لضبط المخالفين، وفرض النظام، والتقليل من نسبة الحوادث المرورية التي تنتج غالباً من السرعة الزائدة». إلا أن اللوحات لا تزال غائبة عن الأنظار. ولم يعرف إلى الآن أين مكانها، الذي سيمكن السائقين من معرفة أماكن رصد الكاميرات لهم.