توقف أمين جدة الدكتور هاني أبو راس أمام شكوى سكان مخطط أبرق الرغامة حين جولته منتصف الأسبوع الماضي على أحياء جنوب شرقي جدة. واستمع الأمين من السكان على نحو مباشر ما أوردوه حول لجوء بلدية بريمان إلى إخطارهم إخلاء منازلهم الممتلكين لها بصكوك نظامية بتحذيرات كتبت على جدران البيوت. وقال السكان في شكواهم للأمين «كتبت البلدية على منازلنا عبارات تطالبنا بالإزالة، بطريقة عشوائية غير مدروسة، تجاوزت ما صرحتم به من أن أقصى أبعاد لمجاري السيول تقف عند حدود 200 متر». موردين في شكواهم للأمين «صرح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية، بأن أفضل طريقة لمعالجة أخطار السيول، هي بناء سدود في الجبال المرتفعة شرقي وادي قوس، وهي طريقة إيجابية تحول دون نزع ملكيات المواطنين». ودعم السكان ما يطلبون تدخل أبو راس لإنهائه ب «الاعتماد على قنوات تصريف مياه خلف السدود المقترحة من قبل هيئة المساحة الجيولوجية للمحافظة على الأرواح والممتلكات». وعلمت «عكاظ» بأن أمين جدة الدكتور هاني أبو راس وعد السكان بالنظر في شكواهم، ومحاسبة أي متجاوز للتعليمات، وأكد مرافق للأمين في جولته التي شملت أحياء جنوبي وشرقي جدة، أن الأمين حول شكوى السكان للإدارة القانونية للتأكد من محتواها، مشيرا إلى أن الشؤون القانونية لن تفتح التحقيق حيال الشكوى إلا بعد التأكد من صحة ما جاء فيها، ومعرفة ما إذا كانت هناك تجاوزات من قبل بلدية بريمان أم لا. وكان سكان «أبرق الرغامة» قد تفاجأوا بكتابات على الجدران تفيد بضرورة الإخلاء، ما جعلهم يستنفرون للتحقق من مصدر التحذيرات وتصعيد شكواهم لأمين جدة المهندس هاني أبو راس من جهة اخرى،تحاصر منذ أشهر المياه الآسنة أحياء شرق جدة مما أوجد تهديدا صحيا وبيئيا على السكان. وتتجمع المياه المتكونة نتيجة سوء شبكة الصرف في الباحات والشوارع والميادين في ظل شبه عزوف من البلديات المنوط بها مباشرة أعمال الصيانة الفورية. ويؤكد السكان هناك أنهم أبلغو البلديات الفرعية دون تحقيق نتائج ملموسة. وتطل المشكلة برأسها على نحو مخيف حينما باتت الشوارع التي تسلكها الطالبات والطلاب بؤرا مهددة بالأمراض نتيجة انتشار الباعوض على نحو كثيف. وتحولت الطرقات في الأحياء إلى ممرات غير صالحة بسبب ما أحدثته المياه الآسنة من تشققات وقع ضحيتها المركبات العابرة نتيجة تفاوت أعماقها وتكبد أصحابها خسائر مادية دون أن يكون هناك مباشرة من أمانة محافظة جدة لتعبيد الطرق بحجة وجود طفوحات مستمرة للمياه الجوفية، ما دفع الأهالي إلى وضع معالم تشير إلى وجود الحفر بحاجيات مختلفة منها مقاعد الجلوس أو الاخشاب والعلامات اللافتة للانتباه بغرض تحذير المارة . وفي ذات السياق أجمعن معلمات مدرسة 111 الابتدائية على أن طفوحات المياه وركودها بجوار المدرسة باتت تشكل خطرا على حياة الطالبات خصوصا أن الطفح يقع بجوار صناديق الكهرباء، مشيرات إلى أنهن حاولن مرارا وتكرارا الاتصال بعمليات الأمانة لإبلاغهم عن الإشكالية إلا أنهن لم يجدن أي تفاعل من قبلها. من جهته أكد وكيل الخدمات في أمانة محافظة جدة علي القحطاني أن عدم مباشر الأمانة في سفلتة الطرق خصوصا في أحياء شرق الطريق السريع يعود إلى طفوحات المياه المتكررة التي تؤدي إلى انقشاع الطرق وإتلافها بعد إصلاحها «وهذا غير جائز كونه يكبد الأمانة والدولة خسائر مادية متتالية دون جدوى». وأوضح القحطاني أن الطفوحات لا تمثل المياه الجوفية وحدها حيث إن هناك تسربات من شبكات الصرف الصحي ويوجد في منطقة أحياء شرق الطريق السريع كميات هائلة من المياه الآسنة تتسرب من باطن الأرض وهي مياه جوفية تكونت جراء سيول العام الماضي. لكن وكيل الأمين للخدمات عاد واستدرك «الأمانة أتمت ترسية مشاريع تخفيض منسوب المياه الجوفية في منطقة أحياء شرق الطريق السريع وستبدأ مباشرة العمل لتخفيض منسوب المياه وبعد انتهاء هذه المشاريع ستتم معالجة سفلتة الطرق ابتداء من المهم فالأهم».