اضطرت مشكلات المياه الآسنة والشوارع المهترئة والحشرات المتناثرة التي بات حي «أبرق الرغامة» شرق المحافظة يئن تحت وطأتها، أعضاء مجلس بلدي جدة أن يستبدلوا بجلستهم الاعتيادية على طاولة النقاش في مقر المجلس، النزول إلى أرض الحدث لمشاهدة الواقع المر والحال الصعبة التي يشكوا منها سكان الحي والرائحين والغادين منه وإليه. وأكد عضو المجلس البلدي في جدة بسام أخضر أن المجلس سينقل شكاوى السكان إلى أمانة المحافظة خصوصاً تذمرهم من عدم تعاون البلديات الفرعية وعدم تجاوبها مع نداءاتهم المتكررة حول حل مشكلاتهم، كتجمع المياه، وسوء شبكة التصريف الخاصة بمياه الأمطار والسيول، مشيراً إلى أن كل همومهم وقضاياهم سترفع في تقارير للجهات ذات العلاقة لاتخاذ اللازم. وشدد على أن بعض الطرقات والشوارع تشكو قلة وجود أعمال الصيانة، نظراً إلى الاهتراءات التي شهدتها بعد تراكم مياه الأمطار والسيول التي سقطت أخيراً في ظل شبه عزوف من البلديات المنوط بها مباشرة أعمال الصيانة الفورية، مؤكداً أن السكان أكدوا أنهم أبلغوا البلديات الفرعية من دون تحقيق نتائج ملموسة. من جهة ثانية، تحاصر المياه الآسنة منذ أشهر أحياء شرق جدة، ما أوجد تهديداً صحياً وبيئيا ًعلى السكان، وتطل مشكلة حي أبرق الرغامة برأسها على نحو مخيف بعدما باتت الشوارع التي يسلكها السكان بؤراً مهددة بالأمراض نتيجة انتشار البعوض على نحو كثيف. وأوضح ساكن حي أبرق الرغامة عثمان القادري أن الطرقات في الأحياء تحولت إلى ممرات غير صالحة بسبب ما أحدثته المياه الآسنة من تشققات وقعت ضحيتها المركبات العابرة نتيجة تفاوت أعماقها وتكبد أصحابها خسائر مادية. وبررت أمانة محافظة جدة عزوفها عن تعبيد الطرق بوجود طفوحات مستمرة للمياه الجوفية، ما دفع الأهالي إلى وضع معالم تشير إلى وجود الحفر بأدوات مختلفة منها مقاعد الجلوس أو الأخشاب والعلامات اللافتة للانتباه بغرض تحذير المارة. وعاد أخضر مشدداً على أهمية أن تضطلع البلديات الفرعية بدورها في المبادرة في تأهيل الأحياء التي لا تزال تئن من وطأة فاجعة السيول خصوصاً أحياء الشرق والجنوب، منبهاً إلى وجود الكثير من التأثيرات التي يمكن أن تعمل على تدمير البنية التحتية للأحياء المتضررة مستقبلاً ما يجعل أمر حلها صعباً خلال الفترة المقبلة.