* في هذا الزمن المتلاطم لم تعد الدهشة والاستنكار وسرد ما لا حصر له من المواقف التي استحال فيها مجتمعنا مسرحا للعمالة الأجنبية، التي تستقدم لممارسة أدوار ومهام محددة كالسائق والحارس والسباك و... إلخ. ومع أن النسبة العظمى من هذه العمالة التي يفترض أن تتوفر لديها عند مقدمها أبجديات العمل الذي استقدمت من أجله ودون توصيفه وتصنيفه في جوازه ثم إقامته، إلا أن كل ذلك لا يلبث أن يكون مجرد حبر على ورق، فتتحول مواقع الأعمال التي بليت بهم إلى معاهد ومراكز للتدريب، هذا على مستوى العمالة المنزلية، بينما من يحمل توصيفه وتصنيفه «الوثائقي» مهنة «سائق»، فالحمد لله، أن عليه ضرورة استخراج رخصة قيادة لها متطلباتها ومعاييرها قبل الحصول عليها وتتولى الجهة المعنية إخضاعه لما يجب من التدريب والاختبارات «هذا إذا لم يسبق له المجازفة بالتدرب في الشوارع والأحياء واقتراف ما لا تحمد عواقبه لا سمح الله». ** ما سبق بمثابة الفصل الأول من هذه المسرحية الواقعية، بينما في الفصل الثاني وهو بيت القصيد في موضوعنا نجد أن العامل الواحد من هذه العمالة إياها بعد أن كان لا يفقه حتى أبجديات مهنته، أو بالأحرى ما يفترض أن تكون مهنته كسائق على سبيل المثال قد تحول إلى كوكتيل من الحرف، فالمسرح مهيأ و«مشجع» وغير مكترث بما يترتب من تبعات جراء تعلم السائق للحلاقة في رؤوس يفترض بأن أدمغتها تدري وتدرك وتميز، وهكذا قد يترفع إلى سباك وميكانيكي، وما الذي يمنع أن يواصل «البيعة» نحو الكهرباء وما سيقع من كوارث ستدون في النهاية بسبب تماس كهربائي وسيحرق مع ما أحرق كل علامات الاستفهام وأدواتها، حتى يصبح الواحد من هذه الزمرة بسبع صنائع إلا أن البخت ليس بضائع، والبركة في المباركين بفرط من الاتكالية، ومن ثم الضحك على شر البلية. ** في الفصل الثالث انتهي بما بدأت به، حيث لم تعد الدهشة قاصرة على العمالة، فقد انتقلت العدوى إلى المجال الفني والإعلامي، حيث أصبح الممثل مذيعا والمغنية مقدمة برامج وممثلة، واختلط الحابل بالنابل، وضاعت الطاسة، وربما من بركات هذا الزمان أنه ترجم لنا المقصود ب «الطاسة».. والله من وراء القصد. تأمل: يا زمان العجايب.. وش بقي ما ظهر؟! للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة