شدد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث ورئيس مجلس إدارة برنامج حاضنات التقنية (بادر) الأمير الدكتور تركي بن سعود آل سعود على وجود نقص في المواهب والعقول الفذة التي تسهم في خلق ابتكارات حديثة تجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة.. هذا جزء من تقرير نشرته صحيفة الحياة يوم الثلاثاء 12 أكتوبر عن افتتاح فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الثاني للحاضنات التقنية في مدينة الرياض يوم الإثنين 11 أكتوبر. حسنا.. لا شك أن سمو الأمير يعرف أن الحقائق العلمية تثبت أنه باستثناء العلل الوراثية التي تؤثر على وظائف الدماغ فإن المكونات التشريحية والوظائف الفيزيولوجية للدماغ البشري هي نفسها في كل الشعوب البشرية باختلاف أعراقها وإثنياتها. لا فرق بين هذه الخصائص في دماغ الياباني أو الفنلندي أو الأمريكي أو السعودي أو الصومالي أو المعزول في سيبيريا أو أدغال أفريقيا.. وبالإضافة إلى ذلك فإن الاستعداد الفطري للإبداع والنبوغ لم يختص الله به المولودين في مجتمعات معينة دون غيرها، وبالتالي ما هو السبب الذي يجعل مجتمعا يزخر بالمواهب والعقول الفذة، ومجتمعا آخر كالمجتمع السعودي يعاني من نقصها كما يرى الأمير تركي ويشدد على رأيه؟؟.. الجواب يمكن العثور عليه بسهولة في جملة أخرى من حديث الأمير حين يقول: «الثقافة السائدة في الدول النامية لا تشجع ولا تساند المخترعين في خلق ابتكارات في هذا المجال المهم».. إننا إذا أردنا تعريف ما تعنيه الثقافة السائدة فسوف نجد أنها تشمل عناصر عديدة أهمها ثقافة التعليم في كل مراحله ومستوياته، وخصوصا التعليم العام.. لا يمكن لوم ثقافة الأسرة أو ثقافة المجتمع لأنها في النهاية تمثل النتيجة لثقافة التعليم.. إن تعليما كتعليمنا لا بد أن تضيع فيه الموهبة ويوأد النبوغ ويتلاشى الإبداع لأنه غير قادر على اكتشافها ولا رعايتها وتطويرها إذا ظهرت في أحد الناشئة رغم البيئة التعليمية التي يعيش فيها.. بكل تأكيد هناك مواهب استثنائية في كل مكان من المملكة، لكن كيف لها أن تظهر وتتحول إلى عقول فذة منتجة وهي تذوب في بيئة تعليمية غير قادرة على العناية بها.. وحتى لو استطاعت موهبة تحدي هذه الظروف وحاولت ترجمة ذاتها من خلال مشاريع مبتكرة فأين بيئة البحث التي تدعمها وتحتفي بها؟؟ قبل أيام أعلنت مدينة العلوم والتقنية التي يمثل الأمير تركي أحد مسؤوليها التنفيذيين عن مشروع لدعم أبحاث اشترطت فيها أن تكون مبتكرة ومتميزة، تضيف الجديد إلى التنمية الوطنية، لكنها تريد ذلك بدعم لا يتجاوز 150 ألف ريال للمشروع، وهذا دليل قاطع على درجة الأهمية التي نوليها للبحث العلمي الذي يجعل أي دولة في مصاف الدول المتقدمة. المشكلة ليست في نقص المواهب والعقول الفذة يا سمو الأمير، وإنما في غياب البيئة القادرة على احتضانها وتحويلها إلى مشاريع وطنية فاعلة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة