خيم شبح الخلاف بين واشنطنوبكين على المحادثات الأولى من نوعها بين وزراء دفاع دول الآسيان العشر وشركائها الثمانية في هانوي وأعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس أن النزاعات الحدودية في منطقة آسيا المحيط الهادئ تشكل تهديدا متزايدا لاستقرار المنطقة، في تحذير غير مباشر استهدف على مايبدو الصين.. فيما أكد نظيره الصيني ليانغ غوانغلي على أن قوة بلاده العسكرية المتعاظمة هي لأغراض دفاعية بحتة. وتختلف الصين مع العديد من دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) حول السيادة على عدد من الأرخبيلات في بحر الصين الشرقي، بسبب أهميتها الاستراتيجية أو مواردها الغنية. وقال غيتس خلال اجتماع ضم نظراءه في دول منطقة آسيا المحيط الهادئ ومن بينهم نظيره الصيني إن «النزاعات المتعلقة بالمطالبات الحدودية والاستخدام المناسب للمساحات البحرية تشكل على ما يبدو تهديدا متزايدا للاستقرار والازدهار في المنطقة». وفي بيان في الجلسة الافتتاحية أعرب غيتس عن تأييده لحل النزاعات البحرية دوليا، وهو ما تعارضه بكين. من ناحية ثانية أكد غيتس أن البحرية الأمريكية لن تتوقف عن الإبحار في مياه المحيط الهادئ. وكان الوزراء يجلسون حول طاولة مستطيلة حسب الترتيب الأبجدي للأسماء بحيث كان غيتس يواجه ليانغ مباشرة. وتتبنى الصين نهجا متشددا فيما توسع نفوذها البحري عبر سفن وغواصات جديدة، كما تندد بالوجود الأمريكي في بحر الصين الجنوبية وكذلك بالمناورات العسكرية المشتركة التي تجريها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في البحر الأصفر. ورغم امتناع غيتس عن توجيه انتقادات مباشرة إلى الصين، إلا أن تصريحاته أكدت التنافس المتزايد بين البلدين في الوقت الذي تستعرض فيه الصين جيشها الجديد وقوتها الاقتصادية في المنطقة التي طالما هيمنت عليها الولاياتالمتحدة. غير أن وزير الدفاع الصيني أكد في هانوي أمس أن سياسة بكين الدفاعية لا تشكل أي تهديد لدول المنطقة. وقال ليانغ خلال الاجتماع إن «تطوير الصين لقوتها الدفاعية لا يهدف إلى تحدي أو تهديد أي كان، بل إلى ضمان أمن الصين ونشر السلام والاستقرار الدولي والإقليمي». وأضاف أن الصين اتخذت «قرارات استراتيجية» للقيام بعملية تطوير سلمية طويلة الأمد. وأكد ليانغ أن «الصين تتبنى سياسة دفاعية في طبيعتها»، مؤكدا على أهداف المنتدى الجديد لوزراء الدفاع بقيادة دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، والتي تؤكد على أهمية بناء التوافق. وقال إن «الصين إيجابية ومنفتحة على التعاون الأمني الإقليمي وتدعم موقع آسيان المركزي» في المنتدى الجديد الذي يجري أرفع محادثات دفاعية إقليمية حصلت حتى الآن. وتفضل الصين حل هذه الخلافات بشكل ثنائي، إلا أن دول آسيان اتخذت موقفا موحدا. ولم تنحز واشنطن إلى جانب أي من الأطراف في الخلافات إلا أن غيتس قال إنه «يجب حل النزاعات بشكل سليم دون قوة أو إكراه ومن خلال عمليات دبلوماسية تعاونية» بموجب القانون الدولي. وفي تأكيد على السياسة الأمريكية أشاد غيتس بدول آسيان لمحاولتها الاتفاق على «نهج للسلوك» في بحر الصين الجنوبي، وأكد «نحن مستعدون للمساعدة في تسهيل تطبيق هذه المبادرات».وهذه المحادثات هي الأولى من نوعها بين وزراء دفاع دول الآسيان العشر وشركائها الثمانية في المنطقة: استراليا والصين والهند واليابان ونيوزيلاندا وروسيا وكوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة.