أثارت البحوث المقدمة في ملتقى نادي مكة الأدبي الثالث «المثاقفة الإبداعية» المختتمة أنشطته البارحة، جدلا في أوساط المثقفين الذين اعتبروا أن توصيات الملتقى لم تلامس سقف المأمول، ووصفوها بالتقليدية والنمطية التي لا تسهم في تفعيل المثاقفة الإبداعية، فيما رفض المنظمون للملتقى هذه الآراء، واعتبروا أن البعض يفضل النقد بعيدا عن الواقعية. وشهد الملتقى حضورا من الجنسين في جلسات البحوث الست التي شارك فيها نخبة من المثقفين العرب، لكن الجانب النسائي تفوق في الحضور على الجانب الرجالي. وأوصى المشاركون في بيانهم الختامي بزيادة العناية والاهتمام بالبحث في المشترك الثقافي العالمي بما يحقق تقارب الثقافات، وتنظيم ملتقيات ثقافية تعنى بأنواع المثاقفة في أجناس الإبداع، وقضايا المعرفة، والتركيز على الترجمة من وإلى العربية ودعمها، وفتح نوافذ الذات الإبداعية العربية على الآخر، والحرص على تنمية الوعي العربي لاستقبال إبداع الآخر، والعمل على تحقق رغبة النادي في مكة في أن يكون ملتقاه الثقافي الرابع في موضوع «أدبيات القصيدة السعودية المعاصرة». ووصف أمين عام الملتقى الدكتور محمد بن مريسي الحارثي الملتقى وأعماله في اليومين الماضيين بالفعالة المؤثرة في الخطاب الثقافي في هذه المرحلة، رافضا وصف التوصيات بالتقليدية غير المؤثرة. وقال الحارثي في حديثه ل«عكاظ» عقب إعلان البيان الختامي البارحة، إن التوصيات هي خلاصة ما قدمه الباحثون في ست جلسات ضمت 18 بحثا ثقافيا، وهي مستخلصة من توصيات الباحثين في أوراق عملهم المقدمة، معتبرا أن التوصيات واقعية وحرصوا على خروجها بنمط تنفيذي بعيدا عن البلاغة في الصياغة. وأضاف «كان بالإمكان الخروج بتوصيات تحمل وهجا إعلاميا غير قابلة للتنفيذ، وهذا ما نرفضه، فنحن سنعمل من خلال نادي مكة الأدبي على متابعة تنفيذها مع مراكز داخلية وخارجية، وركزنا فيها على جانب الترجمة من وإلى العربية لتفعيل مفهوم المثاقفة». وردا على ما تناوله البعض في أروقة قاعة الملتقى من أن البحوث المقدمة شابها نوع من السطحية في الطرح والهشاشة التي لا تتناسب مع ملتقى بهذا الأهمية في هذه المرحلة، أجاب أمين الملتقى «استبعدت اللجنة التحضيرية لهذا الملتقى ثمانية ملخصات للبحوث لم تكن مؤهله للطرح في الملتقى لضعف المضمون فيها، وأقرت اللجنة 24 بحثا لم يصل منها إلى المرحلة النهائية سوى 18 بحثا قدمت للنقاش، فيما لم تشارك ستة بحوث لعدم تواصل أصحابها». ورأى الدكتور الحارثي أن البحوث كانت محل نقاش وحوار في جلسات الملتقى في اليومين الماضيين، مضيفا «لكن ربما البعض لا يروق له إلا النقد بعيدا عن الواقعية، فالشمولية والعمق في البحوث كانا حاضرين في هذا الملتقى».