قال مثقفون إن توصيات الملتقى الثقافي الثالث الذي نظمه النادي الأدبي والثقافي بمكة المكرمة بعنوان: «المثاقفة الإبداعية.. ائتلاف لا اختلاف» جاءت عمومية وانحصرت في آمال منمطة ولا تسهم في تفعيل المثاقفة الإبداعية ولم ترقَ إلى تطلعات المثقفين والمشاركين في الوقت الذي اعتبر مسؤولي الملتقى التوصيات واقعية وقابلة للتنفيذ. وصدر بيان الملتقى الختامي مساء الأحد الماضي بعد يومين من الجلسات تناول فيها مشاركون نخبة من المثقفين العرب ومثقفين سعوديين مواضيع في المثاقفة وقضايا الترجمة في 18 بحثاً، مطالباً بالبحث في المشترك الثقافي العالمي بما يحقق تقارب الثقافات، وداعياً إلى الاهتمام بالترجمة وفتح نوافذ الذات الإبداعية على الآخر، وضرورة تنمية الوعي العربي من اجل استقبال إبداع الآخر، لكن اللافت في المقترحات هو التوصية بإقامة ملتقيات أخرى تعنى بالمثاقفة! قبل أن تختتم التوصيات باقتراح أدبيات القصيدة السعودية المعاصرة موضوعاً للملتقى المقبل. وكان الملتقى الذي رعى حفلة افتتاحه أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل وكرّم فيه علمين من إعلام الثقافة هما الدكتور حسن باجودة والأديب الناقد عابد خزندار وشهدت جلساته الست حضوراً كبيراً من المثقفين والمهتمين وبخاصة من الجانب النسائي. حيث تحدث الدكتور محمد التلاوي عن تأثير المثاقفة على تكنيك الأصول للرواية الحوارية ورواية العبث والتشيؤ. وتناولت الدكتورة هنادي بحيري بورقة عن مسالك المثاقفة بين الائتلاف والمخالفة، وتطرق الدكتور محمد اللويش لموضوع استقبال النقاد العرب نظرية النقد الثقافي، موضحاً ضرورة التفريق بين النقد الثقافي والدراسات النقدية الثقافية. وعدد الدكتور سلطان القحطاني الحواجز التي تقف حجر عثرة في سبيل الحوار وفهم الآخر، وذكر منها الحواجز العقدية والمعرفية وحواجز الترجمة وغيرها. وفي ما يتعلق بالترجمة، في الوقت الذي اعتبر فيه الدكتور عزت خطاب الترجمة علماً أكاديمياً قائماً بذاته له نظرياته ومناهجه وتطبيقاته. وتعرض الدكتور صالح رمضان نقل المعارف الأدبية والفكرية من اللغات الأوروبية إلى العربية مستعرضاً الصعوبات المعرفية والنقل المعرفي في مجال الآداب ومناهج النقد الحديث وأثر المثاقفة في تعريب المفاهيم الإجرائية. إلى ذلك، أبدى بعض المشاركين في جلسات الملتقى تذمرهم من ضيق الوقت المسموح به لكل مشارك لإلقاء ورقته، ربع ساعة التي تمنح لكل مشارك غير كافية وعلق الدكتور حسن البنا عز الدين في نهاية ورقته التي تناولت نماذج من ترجمة الشعر العربي الكلاسيكي إلى الألمانية «من المستحيل تلخيص بحثه الذي يقع في 40 صفحة في هذا الوقت القصير» كما أبدى بعضهم ملاحظات على القاعة التي جرت بها جلسات الملتقى من حيث عدم مناسبتها لمثل هذه اللقاءات الثقافية، لأنها عبارة عن قاعة لتناول الطعام.