.. أحسب .. بل وأكاد أجزم أن المرونة هي غير التسامح أو المداهنة، ولتوضيح أهمية المرونة في التعامل مع الآخرين وضع الأستاذ أنس سليم الأحمدي مؤلفا بعنوان: «المرونة». وقد صدر عن معهد مكةالمكرمة بجدة، وفي مقدمته يقول المؤلف: أقدم هذا الموضوع في زمن كثرت فيه تعقيدات الحياة العملية والاجتماعية والأسرية، وانفتح المجتمع على أفكار وثقافات مختلفة، ولهذا أجدر بالإنسان الذي يحرص على النجاح في مجالات الحياة المختلفة أن يتحلى بخاصية تهيىء له التكيف مع كل الأحوال، والتمشي مع الأفكار، وقبول الآراء وحسن الحوار حتى يأخذ ويعطي، ويتثقف ويستزيد، وينشر وعيا، ويغير واقعا، ويتأثر ويؤثر، وهذا ما نسميه بخاصية المرونة، فالإنسان الناجح يكون مرنا في تفكيره مرنا في ممارسته، ولذلك أضع هذه العبارات في دروب المرونة بصورة سهلة مبسطة في جانبها التأصيلي والعملي وجاءت هذه الإضاءات في ثمانية مباحث: المبحث الأول: مفهوم المرونة. المبحث الثاني: حدود المرونة بين الثوابت والمتغيرات. المبحث الثالث: شواهد المرونة في القرآن الكريم. المبحث الرابع: شواهد المرونة في السنة النبوية. المبحث الخامس: شواهد المرونة في هدي الصحابة والتابعين ومن بعدهم. المبحث السادس : ثمرات المرونة. المبحث السابع : معوقات المرونة. المبحث الثامن: طرق كسب المرونة. ويوضح الكتاب في أحد فصوله ماهية المرونة بما نصه: إن مفهوم المرونة كغيره من المصطلحات في العلوم الإنسانية تتعدد فيه المفاهيم وتختلف، ومرد ذلك الاختلاف إلى أن البعض ينظر إلى المرونة من خلال الوسط العلمي الذي يعيش فيه، فمنهم من يرى أن المرونة هي التوسط، ومنهم من يرى المرونة هي الحل الأيسر، ومنهم من يرى المرونة في اللين واليسر، ومنهم من يرى المرونة أنها القابلية للتغير إلى الأحسن والأفضل، ومنهم من يرى المرونة في تحقيق خير الخيرين ودفع شر الشرين، ومنهم من يرى المرونة في تقبل الآخرين وأفكارهم، ويشير إلى هذا المعنى الأخير الياسين بقوله : إن على الإنسان أن لا يتخلى عن المرونة في تعامله مع نفسه ومع الآخرين، وليس المقصود بالمرونة بما دون الحق فليس ذلك من المرونة ولا من الشهامة والرجولة، التي يبنيها الدين في الإنسان، وإنما المقصود ألا يقتصر الإنسان في فهمه وتعامله على جانب واحد من جوانب الحق، لا يتعداه إلى غيره من الجوانب، فإذا تعددت آراء العلماء الموثقين حول نقطة معينة، فلنا أن نأخذ برأي من هذه الآراء دون أن نحاول فرضه على الآخرين، ودون أن يمنعنا ذلك من اعتبار أن الآخرين قد يكونون على الحق ولو أخذوا رأيا آخر من غير أن تقوم بيننا مجادلات، أو تنشأ خلافات وخصومات. ويمكن أن نستخلص من هذا التعريف: أن المرونة تكون في تقبل آراء الآخرين، وأن لا يقتصر الإنسان على جانب واحد من الحق، وأن لا يفرض رأيه على الآخرين. ولهذا يمكن القول: إن المرونة هي الاستجابة الانفعالية والعقلية التي تمكن الإنسان من التكيف الإيجابي مع مواقف الحياة المختلفة «سواء كان هذا التكيف بالتوسط أو القابلية للتغير أو الأخذ بأيسر الحلول ..» . تحية لأخي الأستاذ أنس الأحمدي وشكرا للقائمين على معهد مكةالمكرمة بجدة. آية : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة القلم : (ودوا لو تدهن فيدهنون).. وحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا». شعر نابض : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبوا أخلاقهم ذهبت. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة