ويتحدث الصديق الحبيب عبد الله عبد الرحمن الجفري رحمه الله، الذي قطع المشوار الطويل ليصبح من كبار كتابنا عن بداية رحلته فيقول: في البدء أستأذنكم في طرح هذا السؤال (الأنوي)، ربما على نفسي أولا، ثم على مسامعكم أو قراءتكم: من أنا، وما هوية ركضي ومشواري على بلاط الصحافة التي استنزفت أكثر مراحل العمر ؟ لقد أردت أن أمزج الصحافة / العمل بالأدب والثقافة / الهواية ثم الطريق الطويل. وأستعيد سؤالا قديما طرحه على مسامعي ذات صباح: صحافي كان يبدو متفائلا بصباحاتنا العربية قبل أكثر من ثلاثين عاما، فسألني أيضا: من أنت باختصار ؟ فأجبته: أنا إنسان، هذا الكاتب المتفاعل العاشق في الغضب العادل، المشاكس في زمن الانكسار، مجروح أنا بخلفية الاتجاه والظمأ: عقاب بعد أن ماتت النداءات الصادرة من التفاؤل. أرى الكلمة: نارا، ونورا ؟ أراها «نارا» في الغضبة للدفاع عن الحق والحقيقة، عن القيم والمبادىء، ولكشف الذين يزورونها، ولإسقاط الذين يدعسون الجمال، سواء كان جمالا محسوسا أو ملموسا. وأراها «نورا» في تحويلها إلى نبض، وإلى صوت قوي لإجلاء الحقيقة، وإلى ريشة جميلة تمنح أبعاد لوحة الحياة. وفي انطلاقي نحو الحياة الأولى، بكل تلفتي واشتعال وعيي، يومها ذاك الذي لم يدم. غازلتني الأحلام الجميلة التي أشرق بعضها بلا موعد، والتي تكسر أغلبها قبل أي موعد. وسلبت مني الحياة: الاشتياق إلى قرية صغيرة، تسمق فيها النخلة الموغلة بجذورها في الأرض، إنها: نخلة الزمان، وحضارة الروح. لم أخف من الزمن ولا من العمر في نهدة صباي ثم شبابي، وأعرف أن: الخوف لا يستقيم مع الإيمان، وإيماني راسخ إن شاء الله، وأن الزمن قد لا يكون هو العمر، والعمر الجميل الحافل بالإنجاز وبالإبداع وبالحب: هو الذي يصنع الزمان الأجمل. فقط، تركت الجمال يقف على شباة قلمي، الجمال / جمال الكلمة وجمال التعبير، وجمال الحلم وجمال الحق والحرية. وبعد كل هذا المشوار أتساءل: هل تعبت ؟! التعب: نسبي، أفضل أن أعيد تشكيل سؤالي بهذه الصيغة: بعد كل هذا التعب، هل أكملت المشوار ؟ أقول: في كل يوم يبدأ مشوار جديد بتعب جديد آخر، وكلاهما المشوار والتعب يرتبطان بالعمر.. أما أحزاني فلا تخجلني حتى أطويها في أعماقي، فهي أحزان إنسان طموح انتصر لحلمه الجميل في هذا العصر، وهذه المعاناة، وهذه الطموحات والأحلام، وتجدني البواح بها من خلال كلماتي، وفي ظلالها وأبعادها، فالأحزان صارت هي: مقلتيّ ونبضي . أما أحلامي: فلم تكن لها حدود. لقد رأيت بمقدار ما عرفت، ولقد عشقت فوق طاقة القلب ووعاء الوجدان، ولقد ركضت إلى أبعد من حدود الممكن في زمن المستحيل الأبله. ولكن استمرت أحلامي بلا حدود، وبقيت حتى هذه الثمالة من العمر : أقف مع الشجر نصغي معا للفرح الذي لا يسقط منا أبدا ). رحم الله رفيق الدرب عبد الله عبد الرحمن الجفري، وتحية للأستاذ عبد المقصود خوجة على اعتنائه بإصدار الكتاب. آية : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الكهف : (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا).. وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا». شعر نابض : تنظر الساعة من حين لحين أي شيء يا ترى يستعجلك إن هذا الوصل أحلام سنين فأتق الله ودع ما يشغلك فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة