تعد حصون منطقة الباحة من أهم الآثار التاريخية وأبرزها ورمزا لحضارة كانت تسود المنطقة قديما، إذ تزخر المنطقة بوجود أكثر من 80 حصنا بنيت في حقب تاريخية يعود عمر بعضها إلى أكثر من 600 سنة. يروي ل «عكاظ» الباحث التاريخي علي محمد فاضل بأن الحصون كانت تبنى فوق قمم الجبال أو على حدود القرى لتشرف على منازل أهالي القرية ومزارعهم لحمايتها وحراستها. ويضيف فاضل كان أهالي القرية يجلبون الحجارة الكبيرة ذات الشكل المستطيل على ظهور الجمال إلى أعلى قمة الجبل لبناء الحصن، فيما كان الباني يستقبلها ومعه أعوانه الذين يسمون بالملقفة فمنهم المصرف الذي ينحت الحجارة ويقوم بتسويتها وتعديلها ويسلمها للباني الذي يستخدمها في البناء ثم يأتي دور الملزز أو المكحل الذي يشد الثقوب بالحجارة الصغيرة.. ويشير الباحث التاريخي إلى أن بناء الحصون يتكون من قاعدة تكون واسعة من الأسفل وتضيق شيئا فشيئا كلما زاد الارتفاع الذي يصل أحيانا لأكثر من 20 مترا وذلك من أجل حماية الحصن من السقوط والانهيار ولجعله متماسكا وقويا، فيما يزين أعلاه وقمته التي تصل 20 مترا وذلك بوضع برواز أو ما يسمى «الدقون» وهي عبارة عن أحجار مستطيلة تخرج بمسافة متر عن الحصن وذلك لحماية الحصن من الاقتحام أو السطو عند تسلقه من الأعداء أو العابثين، فيما يبنى فوقها بعد ذلك جدار بارتفاع متر ونصف يسمى «الجون» يتم تزيينه بأحجار المرو الأبيض كحزام من الأعلى أو على شكل مثلثات ليمثل سطح الحصن، ولكل حصن باب خشبي صغير في أسفله يرصد أي يغلق بشكل جيد لئلا يتمكن أحد من القدرة على فتحه والدخول للحصن.. ويضيف علي بن فاضل أن الحصن يتكون من الداخل من 6 طبقات أو 6 أدوار وذلك لاستيعاب الزوار وفيما يخص الأبراج يؤكد فاضل بأنها خصصت للمراقبة من داخل الحصن وتكون على شكل مثلث تزينه حجارة «المرو» الأبيض لتكشف جميع جهات الحصن.