يشارك جهاز التنمية السياحية والآثار بمنطقة الجوف في المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بمدينة الرياض, من خلال إقامة معرض للتراث العمراني في المنطقة التاريخية بمحافظة دومة الجندل بالتعاون مع جامعة الجوف وأمانة المنطقة والنادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون وتعليم البنين وتعليم البنات والنادي الأدبي. وتزخر منطقة الجوف وفقاً لوكالة الانباء السعودية بالعديد من المواقع الآثارية التي تدل بشكل خاص على العمارة الإسلامية التي هي امتداد للحضارة الإسلامية المنتشرة في بلدان العالم وقد تم اختيار المنطقة التاريخية بدومة الجندل لإحتوائها على أقدم مئذنة إسلامية وهي مئذنة مسجد عمر بن الخطاب وقلعة مارد وحي الدرع الذي يعود بناؤه للعصر الإسلامي الوسيط ، والقرن الأول قبل الميلاد ومتحف الجوف ومتحف النويصر وذلك لكي يتمكن الزوار من الإطلاع على التراث العمراني بالمنطقة وتشجيع الشباب على كسب المهارات المعرفية عن الحرف اليدوية الأصيلة والمحافظة على هذا الموروث وتحفيز السياحة والعاملين فيها في المنطقة. وبين المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالجوف حسين الخليفة أن المعرض يهدف إلى التعريف بالتراث العمراني الجوفي بشكل خاص والوطني بشكل عام ، موضحاً أن المعرض يشهد إقامة عدد من الفعاليات مثل التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي والتراث العمراني والذي تنظمه جامعة الجوف داخل الجامعة ومعرض آخر تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة داخل متحف الجوف بدومة الجندل، يشارك فيه الحرفيون بالصناعات اليدوية ، ومعرض للمقتنيات التراثية ، وعروض للفنون الشعبية، وركن المأكولات الشعبية ، كما سيكون هناك الرحلات التراثية الداخلية للتعريف بالطراز العمراني بالمنطقة. وأشاد بتعاون الجهات ذات العلاقة بالمنطقة في تنظيم المعرض ومبادرة أمانة الجوف للقيام بأعمال إنقاذية للحي بتوجيهها لبلدية دومة الجندل بالقيام بأعمال ترميم لأجزاء من الحي ليتمكن الزوار من الدخول للحي ومشاهدة الطراز العمراني الفريد بالحي ، وكذلك ما قامت به الجامعة من تنظيم عدد من البرامج العلمية ذات الصلة بالتراث العمراني باستضافة عدد من الخبراء والمختصين بالتراث العمراني ، وإقامتها معرضاً للتصوير الضوئي. من جانب آخر أبان معالي مدير جامعة الجوف الدكتور محمد بن عمر بدير عن استعداد الجامعة لدعم الأنشطة التي تصاحب المعرض بالمنطقة والمشاركة فيها، مؤكدا أن الجامعة يهمها المشاركة بكل مايخص المجتمع من أنشطة وفعاليات ودعم ذلك وتقديم مالديها من إمكانيات، وتفعيل دورها مع الشركاء بما يعود على المجتمع والمنطقة بالفائدة ، وقال أن ربط التعليم الجامعي بحاجات المجتمع التعليمية والثقافية والمهنية والتنموية أمر مهم، وتوظيفه لتلبية لحاجات الفرد والمجتمع الآنية والمستقبلية، وتنويع البرامج والنشاطات والتخصصات التي تطرحها الجامعة لتواكب روح العصر، ومساعدة أفراد المجتمع على استيعاب المستجدات في مجالاتهم المختلفة " موضحاً أن الجامعة ستقوم بتنظيم عدد من ورش العمل التي تخص المعرض في المنطقة والمشاركة ببقية الفعاليات من المعارض وخلافها. تنوع التراث العمراني في الجوف هذا وتزخر منطقة الجوف بالعديد من المساجد والمواقع والمباني التي تؤكد تنوع التراث العمراني بالمنطقة ومن أهمها مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يقع في محافظة دومة الجندل حيث يتكون تخطيط المسجد من شكل مستطيل تقريبآ يمتد من الغرب إلى الشرق بطول 32,5م وبعرض 18 م من الجنوب إلى الشمال ويضم المخطط العام للمسجد عدد من العناصر المعمارية وهي كالتالي : 1 رواق القبلة. أو بيت الصلاة وهو يشغل معظم مساحه المسجد والتي يغطيها على امتداد جدار القبلة بطول 32,5م وبعرض 10.2 م ويتكون رواق القبلة من ثلاثة صفوف من الدعامات الحجرية التي يحمل سقفه في الصف الأول القريب من جدار القبلة عشر دعامات فيما تبلغ في كل من الصف الثاني والثالث تسع دعامات ويضم جدار القبلة على امتداد واجهته الداخلية تجاويف مربعه استخدمت لحفظ المصاحف أو لوضع السرج كما كيست واجهته باللياسه الطينية التي يغطي الأجزاء السفلية منها طبقه من اللياسه الجصية. 2 المحراب والمنبر، وهما تجويفان متماثلان من حيث الشكل يتوسطان جدار القبلة يعلو كليهما عقد مثلت مؤلف من كمرتين حجرتين وبالنسبة للمحراب فهو اكبر حجمآ من المنبر الذي يقع عن يمينه وتبلغ قياساته 80سم في اتساع فتحته وبعمق 1.15م وهو بارز عن مستوى جدار القبلة من الخارج اما المنبر فتبلغ اتساعه 65 سم بعمق متر واحد ويتكون من درجتين ومصطبة للجلوس ويفتح على المحراب من خلال فتحه مستطيلة في الجدار المشترك بينهما. 3 صحن المسجد, يتكون التخطيط المعماري لصحن المسجد من شكل مستطيل تبلغ ابعاده 30,9 سم طولآ من الغرب إلى الشرق وعرضه 8,4م من الجنوب إلى الشمال وهو مكشوف ذو ارضيه طينية مدكوكة ويوازي رواق القبله من الجهة الشمالية الذي يشرف عليه بسلسة من الدعامات الحجرية يتم الوصول اليه عن طريق دهليز المدخل الموازي لرواق القبله من الغرب. 4 المصلى الصغير، يقع هذا المصلى في الجهة الشمالية من المسجد ملاصقآ للجدار الشمالي وتبلغ مساحته التي يحتل جزءا كبيرآ من مساحه الصحن 18,5 ويصل ارتفاع سقفه إلى 1,5 م ويضم المصلى محرابا نصف مستدير يبرز عن مستوى جدار القبله ويبدوا ان هذا المصلى كان مصلى شتوي وكذلك مصلى للنساء في شهر رمضان. 5 المئذنة، تقع في الركن الجنوبي الغربي من المسجد وهي بارزة عن مستوى جدار القبله وقاعدة المئذنة مربعه الشكل طول ضلعها 3م وتضيق جدرانها الحجرية إلى الداخل كلما ارتفعت إلى الأعلى حتى تنتهي بقمة شبه مخروطيه يبلغ ارتفاعها 12,7 م وقد بنيت بكاملها من الحجارة الصلدة وهي تتكون من خمسه مستويات. قلعة مارد وقصري الشعلان والصعيدي ومن المواقع التي تشهد على تنوع التراث العمراني بالمنطقة قلعة مارد التي أقيمت على هضبة صخريه ارتفاعها 620 م فوق سطح البحر واختيار مصمم البناء للهضبة الصخرية المقام عليها الحصن اختيار موفق من الناحية ألاستراتيجيه ذلك ان المطل من أعلى الحصن يستطيع ان يشرف على المنطقة المحيطة به ويرى كل من يقدم إلى البلدة من مسافات شاسعة إما من حيث تخطيطه فهو غير منتظم فطوله من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي حوالي 43م وعرضه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي حوالي 28م ويحيط به ممر مكشوف من جميع الجهات عدا الجهات الشمالية الغربية وطول هذا الممر حوالي 48م وعرضه يتراوح مابين 1,10 و5,50م وهذا الممر يربط بين الجدران الخارجية والداخلية للحصن،وتوجد في نهاية الممر بالجهة الشرقية منه بئر بعمق 34 متر تقريبآ قطرها حوالي 70سم وهو مبنى بالحجارة ويصعد إلى هذا الجهة الشرقية بواسطة درج متهدم لم يتبق منه سوى 4 درجات. ويوجد بالحصن أربعه أبراج مخروطيه الشكل في جهاته الأربع. وبفناء الحصن مجموعه من الغرف الطينية تقع في الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية التي استخدم في بنائها الطوب اللبن وهي من المباني المضافة وفي الجهة الشمالية الغربية يوجد مبنى من الحجر مكون من دورين والحصن مبني من الحجر ( الجندل ) إما المباني الطينية في الأجزاء العلوية منه سواء على الجدران الداخلية أو الخارجية أو الأبراج فهي من المباني المضافة إلى القلعة. شيدت الواجهة الشمالية الغربية من الحجر ويبلغ ارتفاعها حوالي 21م وتعد هذه الواجهة من الأجزاء الاصليه في القلعة كما تعد اعلي جدران الحصن ارتفاعا ويوجد في الجزء الغربي منها أربع فتحات مستطيله الشكل على مستويين سفلي وعلوي ويبلغ سمك جدار الواجهة الغربية مابين 70 و 109 سم ومادة الربط الأحجار هي الطفلة والجير ويوجد فتحه أسفل هذا الجزء على ما يبدو أنها لتصريف المياه. كما توجد 8 فتحات أخرى في الجهة الغربية غير منتظمة الشكل وقريبة إلى الاستطالة وهي على مستويين السفلي وبه 5 فتحات والمستوى العلوي به 3 فتحات وبهذه الجهة ايضآ نجد بابا مسدودآ بالحجر له عتب علوي من الخشب والحجر وعلى جانب هذا الباب 6 قطع حجريه نقشت عليها كتابة بالحفر الغائر بحروف عربيه. أما الواجهة الغربية من القلعة الواقعة داخل الملحقات الموجودة غرب الحصن فيوجد بها بقايا درج يوصل إلى المدخل العلوي الموجود بالجهة الجنوبية الغربية والذي يفتح مباشرة على فناء الحصن وبالنسبة للجهة الجنوبية فقد تساقطت أجزاء منها وقد بنيت أساسات هذه الواجهة من الحجر ويبلغ ارتفاعها ما بين 7,5 و9م وسمك الواجهة 57 سم تقريبآ يعلوها مبان طينية. أما الواجهه الشرقية فقد بنيت أساساتها من الحجر ويتراوح ارتفاعها ما بين 7,70 و 8,3 م ويوجد في أعلاها مبان طينية كما يوجد بها فتحة عرضها 17سم وارتفاعها 28 سم وفي منتصف هذه الواجهة تقريبآ يوجد قطعتان من الخشب تبرزان عن الجدار ويبدو إنهما كانا لإسقاطه (جزء بارز عن واجهه المبنى في اسفله فتحه تستخدم لإلقاء المواد الحارقة أو لإطلاق النار ) ويبلغ سمك الجدار (الجزء المبنى من الحجر ) من 45 إلى 90 سم. اما ابراج القلعة فقد بنيت أساساتها من الحجر في حين بنيت الأجزاء العلوية منها بالطوب اللبن وهي كالتالي : البرج الشمالي: مخروطي الشكل قاعدته من الداخل على شكل غير منتظم ويبلغ مقاس قاعدته ما بين 2,75م و3,40 تقريبآ ويبلغ ارتفاعه الكلي حوالي 11,25 م وأساساته من الحجر ارتفاعها حوالي 6,65م ويعلوها مبان ارتفاعها حوالي 4,60 م تقريبا والبرج كان له ثلاثة مستويات يفصل بينها سقف من جذوع الشجر ووضع في الجدار بعض الأحجار البارزة لتستخدم سلالم للتنقل بين الأدوار في داخل البرج. البرج الجنوبي: ويعد هذا البرج أفضل الابراج تماسكآ وهو مخروطي الشكل قاعدته من الداخل ليست مستديرة تمامآ ويبلغ مقاس قاعدته ما بين 2,20 م و3 م تقريبا ويبلغ ارتفاعه الكلي حوالي 8,45 م واساساته من الحجر ارتفاعها حوالي 4,15 م وينقسم البرج الة ثلاثة ادوار بواسطة سقفين من جذوع الشجر وسعف النخيل البرج الشرقي : لم يتبق من هذا البرج الا جزء من الأساسات الحجرية فقد تهدم معظمه ويبدو انه كان مخروطي الشكل بالمقارنة مع الابراج الموجودة ويبلغ مقاس قاعدته حوالي مترين تقريبآ ويبلغ ارتفاعه الحالي حوالي 4,25 م ويدخل إليه بواسطة باب عتبه العلوي من الحجر وعرضه حوالي 60 سم وارتفاعه 74 سم تقريبآ وهو أيل للسقوط. البرج الغربي : مخروطي الشكل قاعدته من الداخل ليست مستديرة تمامآ ويبلغ مقاس قاعدته مابين 2,85 مو3،40 م وأساساته من الحجر ارتفاعها حوالي 5,20 م وارتفاعه الكلي حوالي 6,20 م وعلى مايبدو انه كان مكونآ من ثلاثة ادوار. وفي محافظة القريات يوجد العديد من المواقع التي تشهد على تنوع التراث العمراني بالمنطقة حيث مركز كاف الذي يبعد عن محافظة القريات بحوالي عشرين كيلو متر تقريباً الى الشرق منها ويشمل قصر الشعلان وهو قصر مبني من الحجر الأبيض في أجزائه وبني فوق تلة ترتفع في الجهة الشمالية من القرية كما يوجد قصر الصعيدي وهو قلعة، بنيت فوق تلة في الجهة الشمالية وترتفع التلة أكثر من 80متراً عن السهل. ومن أهم المواقع قصر كاف الذي يقع بجوار قلعة جبل الصعيدي من الشرق ويعد قصراً تاريخياً حيث تم بناؤه في عام 1338ه من قبل الشيخ نواف الشعلان قبل أن تخضع المنطقة للحكم السعودي. وتم تسليمه للملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- في عام 1344ه وهو عبارة عن قلعة حربية الشكل بنيت من الحجر الرسوبي الكلسي الأبيض وهو ذو طراز معماري فريد على منطقة صخرية ويتكون من عدد من الغرف منها ما هو للسكن وأخرى للإدارة ومخازن للذخيرة وله أربعة أبراج في كل زاوية والقصر مربع الشكل والأبراج مطوية وتوجد بها فتحات دفاعية ويتكون البرج من دورين وتوجد على بوابته الرئيسة الوثيقة التاريخية لبنائه والتي كتب عليها تاريخ البناء 23/ رجب /1338ه منقوشة على قطعة من الحجارة في تصميم البناء نفسه، ويوجد بالقصر بوابة كبيرة من الجهة الشرقية في السور نفسه وأخرى في الجهة الجنوبية. وفي مدينة سكاكا التي تعد العاصمة الإدارية للمنطقة تقع قلعة زعبل في الجهة الشمالية الغربية من المدينة وقد بنيت من الحجر الرملي غير المنتظم و الطين على مرتفع صخري يرتفع بحوالي 30 متراً ويعتقد بأن تاريخ بنائها يرجع إلي 200 سنة مضت ويعتقد أنها بنيت على أنقاض قلعة أقدم منها كما يعتقد أيضاً أنها بنيت بهذا الموضع لحماية طريق تجاري كان يمر بالمنطقة ولتأمين البلدة لكونها موقعاً حصيناً يشرف على الواحة وهي منشأة حربية بحتة لا تضم بداخلها سوى غرفتين وقد وصفها الشيخ حمد الجاسر بأنها كالحارس لمساحة واسعة من بلاد الجوف هي سكاكا وما بقربها من المزارع والقرى المنتشرة في براح واسعة من الأرض كما وصفتها الليدي آن بلنت فقالت وسكاكاكالجوف تقصد دومة الجندل ذات قلعة قديمة تجثم على مرتفع يبلغ حوالي مائة قدم وتسيطر على المدينة.