أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المسلمين أينما كانوا، مشيرا إلى أنه يوجه دائما بالتعاون والاهتمام بالجمعيات الإسلامية في أنحاء العالم. وكانت لقاءات الوفد الإسلامي إلى الصين برئاسة الدكتور التركي، وحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين زيد بن يحيى اليحيى، قد بدأت ظهر أمس بعد أداء صلاة الجمعة في مسجد توجيه، الذي بني قبل ألف عام، ويقع في شارع توجيه (أحد الشوارع الرئيسة في بكين)، ويضم الشارع ما يقرب من عشرة آلاف مسلم. وقال الدكتور التركي لدى زيارته للجمعية الإسلامية الصينية، ولقائه برئيسها الشيخ هلال الدين تشين قوانغ «يهمنا أن يكون المسلمون من أبناء الأقليات في أنحاء العالم على وعي بالإسلام، ولديهم القدرة على حلة مشكلاتهم، والرابطة حريصة على التعاون مع الدول والمؤسسات الرسمية والشعبية لخدمة أبناء الجاليات المسلمة في العالم»، موضحا استعداد الرابطة للتعاون مع الجمعية لتوفير متطلبات مسلمي الصين، مثل: المدارس، المساجد، طباعة الكتب، تأهيل الطلاب، والحج. وأشار إلى أهمية التقارب بين المنظمات الشعبية والجهات الرسمية في الدول التي يوجد بها أقلية مسلمة، وعلى المسلمين فيها مراعاة الأعراف والتقاليد، ويحرصون على استقرار بلادهم ووحدتها وأنظمتها. وعقد اجتماع بين رئيس ومسؤولي الجمعية وأعضاء الوفد الذي يضم: المشير عبدالرحمن سوار الدهب (رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان)، الدكتور محمد هداية نور وحيد (رئيس البرلمان الإندونيسي)، الدكتور مصطفى سيرتش (مفتي البوسنة والهرسك)، الدكتور أحمد هليل (قاضي القضاة في الأردن، وزير الشؤون والمقدسات الإسلامية السابق)، الدكتور عبدالله المعتوق (رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، وزير العدل والشؤون الإسلامية السابق)، والدكتور محمد كورماز (نائب رئيس الشؤون الدينية في تركيا). وأشار الدكتور التركي إلى أن الرابطة منظمة إسلامية شعبية عالمية، وهي على استعداد للتعاون مع الجمعية في دراسة القضايا الإسلامية دون التدخل في الداخلي، مبينا استعدادها لإرسال وفود لتدريب الأئمة في الصين، بعد طلب من رئيس الجمعية، ومبينا أنها لا تمانع من عقد ندوة حوار يشارك فيها اتباع الديانات في الصين في حال رغبتهم. وكان الوفد قد زار مكتبة المخطوطات النادرة، التي تضم مخطوطة باللغة العربية عمرها 700 عام، ومركز تدريب الحجاج الصينيين، والمعرض الثقافي التاريخي للمسجد، الذي يظهر تاريخ المسجد العريق وحضارته، ويلقى الضوء على تطور المسجد وفنونه المعمارية، وتحفه المحفوظة، والعادات الريفية، والتبادلات الثقافية، كما يضم المعرض الفنون المختلفة، والمخطوطات، والرسومات، والمنحوتات الصخرية، التي تسجد جهود المسلمين الصينيين ومواهبهم. وأكد رئيس الجمعية الشيخ هلال الدين تشين قوانغ أنها أول زيارة لوفد إسلامي رفيع المستوى «وهو أمر في غاية الأهمية لنا»، مشيدا بجهود رابطة العالم الإسلامي كونها أهم جمعية عالمية إسلامية تهتم بشؤون المسلمين «لها ثمرات طيبة في أنحاء العالم، والصين خصوصا، ولها انطباع جيد عند مسلمي الصين، حيث قدمت مساعدات كبيرة لهم». ويلتقي الوفد اليوم بوزير المصلحة الصيني وان غزو آن، وهي الجهة الحكومية المهتمة بالأديان والأعراق الخمسة في الصين. ثم يغادر مساء إلى مدينة أورمتش للالتقاء بالمسلمين هناك.