البساطة والبشاشة في الاستقبال والهديا عند القدوم والمغادرة هي أبرز النواحي الإنسانية التي تصادفك وأنت تزور معرض الملك خالد في مقره المؤقت على كورنيش جدة الذي يستمر شهرا. قد يتبادر إلى الأذهان للزائرات والزوار أن ما يلاحظونه في أول وهلة هو برتوكول مفروض على العاملين في المعرض من قبل مؤسسة الملك خالد المنظمة للمعرض، لكن سرعان ما يتبدد هذا الأمر وأنت في زحمة أول يوم يفتح المعرض أبوابه أمام العامة البارحة الأولى، حيث تلمس أن روح الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز في أقواله المسجلة وصوره المعلقة هي التي تبث عبق البشاشة على كل زائرة وزائر وربما هذا الأمر هو الذي جعل المؤسسة تتخذ مكانا شعبيا بسيطا على كورنيش جدة لعرض هذه الشواهد الحضارية التي شهدها عصر حكم الملك خالد والصور المتعددة للراحل ليكون في مماته قريبا من الناس البسطاء كما كان في حياته. جولة «عكاظ» في المعرض التي واكبت انطلاقة فتح أبوابه للعامة رصدت في الخارج تفكيكا لخيمة الاحتفال التي ربما تسبب عدم اكتمال تفكيكها في حجب رؤية الزائرين عن المعرض من الشارع لأول وهلة، حيث هذه البقايا من خيمة الاحتفال الرسمي للمعرض الاثنين الماضي تقع بين المبنى المجهز للمعرض والباحث عن المعرض. الدخول للمعرض يمر عبر بوابتين متجاورتين، وبعد عبور إحداهما تجد على يمينك كاونتر الاستقبال والهدايا، وعلى يسارك كاونتر المراقبة الذي زود بأجهزة حاسوبية مرتبطة بكاميرات داخلية ترصد حركة الزوار داخل قاعات المعرض التي تستقبل اليوم طلاب مدارس التربية والتعليم للبنين في جدة وغدا الطالبات. عندما تتوسط الزائرة أو الزائر بهو المدخل ويلقي التحية على الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز عبر صورة كبيرة وضعت في المدخل يستقبلهم أحد الشباب المنظمين ببشاشة وحسن خلق مانح إياهم الهدية الأولى، وهي عبارة عن كرت صغير مزود بخريطة لقاعات المعرض، وكرت آخر عبارة عن استبيان مزود بعدة أسئلة منها كيفية التعرف على المعرض.. راشدا زوار المعرض إلى أن الولوج إلى قاعات المعرض يبدأ من اليسار، حيث القاعة الأولى التي تحتضن ملابس ومشالح الملك خالد وبعض رسائل وبرقيات لمحافظي مدن المملكة خاصة عندما تهطل الأمطار، وغيرها من البرقيات مثل برقية الوزير الراحل غازي القصيبي التي وجهها للملك الراحل بعد توقف صحيفة الرياض لنشرها صورة امرأة آنذاك. الجولة في معرض الملك خالد جولة ممتعة، حيث تعيش الزائرة والزائر أجواء روحانية يملؤها الحب والعطف والحنان، ولا سيما عند النظر إلى صور الملك الراحل وهو يحتضن طفلا من أطفال بناته وأبنائه بكل أبوة، أو تستمع إلى الفيلم الذي يتضمن حديثا لأبنائه وأحفاده وهم يتحدثون عن حنان الملك الراحل وطرق تربيتهم على يديه ومواقف شاهدوها تدلل على حبه لشعبه، أو صور أخرى ورسائل تدلل على حبه للصقور والحياة الفطرية التي ترجم حبه لها بإنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في عهده. المعرض بكل روعته وبساطته وحسن إخراجه واختيار ألوان قاعاته، قد يعجب الزائر أكثر لو بدأه من حيث الفيلم الوثائقي عن الملك خالد الذي يوثق نشأته ومراحل عمره ومشاهد من زياراته الخارجية وأحاديثه التي منها حديثه عن كيف كان الملك المؤسس عبدالعزيز يوقظ أبناءه لأداء صلاة الفجر بالماء البارد في الشتاء، إضافة إلى حديث سمو النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي نايف بن عبدالعزيز عن الملك خالد، وكذلك أحاديث أصحاب السمو الملكي أبناء الراحل وبعض الوزراء السابقين مثل الوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي، والدكتور محمد عبده يماني، وبعض معاصري وأخوياء الملك خالد الذين يوثقون للجيل الصاعد كيف عاش الملك خالد بن عبدالعزيز وكيف كان يحب شعبه ويحبوه، لو بدأت أخي الزائر جولتك بهذا الفيلم لرأيت المعرض برؤية أخرى، ولاسيما أنت تستحضر فيها ما شاهدته وما سمعته لتعايش بساطة الملك خالد وأنت تنظر وتشاهد صوره ومقتنياته وخطبه الخاصة والعامة.