اعتذر عن تلبية أية دعوة من قبل أي مسؤول حتى لو كان قريبا أو صديقا، عندما تكون مجالا للحديث والتصريحات عن الخطط والبرامج والأهداف والاستراتيجيات؛ لأنني كما غيري قد خبرنا نتائجها السرابية ومراميها الذاتية على مدى الأعوام الماضية، وكانت من أسباب الإخفاقات والتراجع في كثير من المرافق والمؤسسات، وتعثر مشاريع التنمية.. فإذا كان لدى بعض المسؤولين عشق التظاهر والظهور الإعلامي وإعلاء صورتهم الذهنية وإيصال أصواتهم لمن يعنيهم الأمر بالنسبة لهم، أو إشباع غريزة التفاخر والتعالي لديهم، فلا يجب مجاراتهم وتشجيعهم على حساب المسؤولية والأمانة الوطنية. هل يجوز ونحن من البلدان الغنية في العالم، ولدينا خبرة الشباب والشابات الأكفاء المؤهلين والمؤهلات، ونستطيع توفير أفضل الإمكانات التقنية المتطورة، ونحن أول دولة في المنطقة بدأت بما يسمى الخطط التنموية الخماسية، ومن ثم تبعتنا الدول الأخرى فيها، أن نظل نتحدث ونناقش مسائل يفترض أننا قد تجاوزناها منذ عقود مضت. فلو عدنا للتصريحات والأحاديث الصحافية، وما قيل عن الخطط والبرامج والمشاريع من قبل بعض المسؤولين على مدى الأعوام الماضية، فلا بد أن نكون أمام إنجازات هائلة تجعلنا من خلالها نقف بكل جدارة في مصاف الدول الأكثر تطورا وحداثة، فهل واقع الحال يقول بذلك، ولماذا لم يتحقق كل ما قيل أو حتى الجزء الأكبر منه؟! أعتقد بأن الصحافة ووسائل الإعلام شريك في استمرار هذا الوضع بمجاراتها أو بمجاملاتها لبعض المسؤولين، وتلميعهم على حساب المصلحة الوطنية.. فإذا ما قاطعت كل صحيفة ووسيلة إعلامية التصريحات المسبقة، واكتفت بنشر الإنجازات الفعلية التي تنفذ على أرض الواقع، فإن معظم تلك التصريحات السرابية والذاتية سوف تختفي. إن وجود أرشيف لدى كل صحيفة إعلامية لكل مرفق، يتضمن أقوال وتصريحات المسؤولين فيه على مدى عام، ومن ثم مساءلتهم أمام الرأي العام بما لم يتم تنفيذه، والأسباب الحقيقية لكل حالات الإخفاق والتقصير، فإن كل مؤتمن على المسؤولية سوف يحسب ألف حساب لكل كلمة يصرح بها ولكل تقصير يحدث في المرفق الذي يمثله، وسوف تختفي معظم السلبيات القائمة، ونكون أمام واقع جديد اسمه (ورشة الإنجازات الحقيقية)، ويختفي معها أنصاف المؤهلين وأنصاف الأكفاء، ولا يبقى في الساحة سوى الجادين والمخلصين. هذا ليس نوعا من الشعر والخيال، ولكنه محاولة لتجاوز الحالة النمطية التي استمرأها البعض حتى غدت وكأنها جزء من تفكيرنا وقدراتنا وأسلوب حياتنا، ونريد أن نكون كما العالم الآخر، الذي ولد ونشأ على القانون والمساءلة والمحاسبة، حتى وصفت بلدانهم بالدول المتقدمة والمتطورة، ونحن لسنا أقل منهم شأنا.. وبالله التوفيق. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة