أبدأ بمتلازمة الدراما السعودية قبل إنتاجها، وأثناءه والتشخيص على الشكل التالي: (المعلن يريد نجما للترويج)، و(محطة البث تخضع للطلب، وتأتي بالنجم مهما كلفها للحصول على الحصة الإعلانية من المنتج)، و (النجم يجد نفسه في عز الطلب، ويتحول لمنتج فرد يخطب وده من يملك المال )، (المنتج المنفذ يخضع لما يريده النجم في النص بحيث يصبح النجم هو المفكر). وهكذا تغلق الدائرة، والخروج من هذه الدائرة المرتبطة التي تأتي بكل مشكلات الدراما السعودية يأتي من خروجها من مرض المنتج الفرد، الذي جاء من مشاهد التمثيل، حيث كان يوما كومبارس، إلى الإنتاج المؤسساتي التجاري، وهو ما لم يحصل في السنوات الخمس والعشرين الماضية، والخطوة الأولى نحو المؤسساتية أن نبدأ بتشكيل منتج صناعي له مدخلات، صحيحة، ومخرجات صحيحة؛ يأخذ بالاعتبار الهدف، والمشورة الثقافية، من رجال الاجتماع، والسياسة، والاقتصاد حول ما يكتب من مشاهد، ثم يكلف كتاب نصوص بالعمل التنفيذي، ويلتزم الإنتاج بتحقيق هدف العمل، وليس هدف الممثل، أو سذاجة المنتج الذي يحتج بالشارع كذبا وافتراء على الناس. بالتأكيد لن ينتهي المنتج الفرد ولن يخرج من السوق، ولكنه لو خضع لطريقة الإنتاج الصناعي المسؤول لفقد المعلن الجاهل بكل تفاصيل العمل الدرامي مكانه، واضطر إلى نوع من المنتج الموصوف بالشكل العلمي، بدل أن يوصف المعلن النجم، ويرضى بالتافه، والرديء.. ولو قامت مؤسسة كبرى مثل (إم بي سي) أو (روتانا) أو غيرهما بالتوقف عن صرف المبالغ على المنتج الممثل الفرد، لتغير الحال إلى أعمال أقوى وربما أقل تكلفة خصوصا عندما يكون الناتج الدرامي مصنوعا مسبقا ومتاحا للزبون المعلن ليختار منه، ولا يضيع في توصيف تجاري خارج تخصصه، وهنا نخرج من أسلوب الإنتاج العشوائي الذي يتجاوز كثيرا من قواعد القيم الثقافية بطرح هازل وبأفكار ضيقة إلى إنتاج يتميز بالقوة، ولديه الرقابة الدقيقة على عمله من واقع حرص التاجر على صنعته، بدلا من الرقيب الذي يضع الخطوط الحمراء مع الخطوط الخضراء جزافا في تخصص لا يجيده الكثيرون. في الدراما السعودية، وإلى اليوم لا نجد المنتج المثقف ليقيم العمل وما يخرج من مسلسلات تصيب أو تخيب، كما لا يوجد المنتج صاحب الرؤية، وعلى مستوى المحطات والمؤسسات، لازال الحال غير قادر على توظيف فكر يجمع الخبرة المميزة، وهي موجودة للاستثمار الأمثل وعلى قول المثل (كل يبزع برايه) حتى لا يطول بي الحديث أختصر المسألة بأننا غير قادرين إلى اليوم على إقناع الإنتاج للخروج من تكرار مسلسلات النجوم التي يفصلها الممثلون على مقاسهم القصير إلى مسلسلات تفصيل النجوم، على مقاس الجودة للخروج للإنتاج القوي بدل استجداء مضحك السماجات.. وسأتبع هذا بمقالات أخرى. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة