تمنيت أن ينضب قلم الأحزان، إلا أن القلم ذو مداد لا ينفد، فالأحزان تتوالى، وهاهو حال الدنيا ترح وفرح، حزن وسعادة، والحمد لله على كل حال.. فهاهو اليوم يرفع القلم غطاءه ليخط أحرفا حزينة مفجعة في رثاء الرجل الصالح كما نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا. ففي يوم الأربعاء العشرين من شوال 1431ه، فجعنا بوفاة زميلنا ورفيقنا محمد إسماعيل أمين مصور الإعلام التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة جدة، الذي جمعتنا به أيام عمل مليئة بالجد والإخلاص، وهكذا هي الحياة لا تجعلك قرير العين هانئ البال إن اتسعت بك يوما ضاقت بك أياما، وإن ضاقت بك ليالي اتسعت ليالي آخر. كان أبو حنان حسن الخلق وطيب المعشر محبا للخير والصدق وكتم السر فارضا على الآخرين احترامه وفيا حريصا على رضا الجميع، حيث كان يشعر الجميع بتنقلاته وتحركاته وتلك الابتسامة لا تفارق محياه. نم هانئ البال قرير العين يا أبا حنان، فلك محبون كثر دموعهم ذرفت وقلوبهم تقطعت حزنا وأسى على فراقك، وهذا يدل إن شاء الله على محبة الله لك لأن من أحبه الله أحبه الناس. لوعة الفراق مؤلمة لقد دمعت عيوننا تأثرا، وأيقنا أن الموت احتضن من أحببناه دون موعد، فانطفأت شمعة الفرح وغابت البسمات، نعم لقد عبر الغالي بوابة المغادرة النهائية للحياة فما بين البداية والنهاية عمر قصير. إن الطريق الذي سلكته يا محمد سيشهد أقدامنا، وإننا لسنا مخلدين، فاليوم نبكي محمدا وغدا يبكينا الأحبة، وهذه سنة الحياة وإرادة الله ولا راد لقضائه. رحل أبو حنان وأبقى لنا ذكره الحسن.. فكان ذلك هو العزاء والسلوى .. آهاتنا في أعماقنا تتجدد كلما تذكرنا أنه بين عشية وضحاها أصبح وسيد التراب، لكن سرعان ما تلحق تلك المشاعر المكلومة نسائم السعادة، حينما نتذكر أنه رحل بروح مبتسمة وبصمت هادئ، بروح تقية صالحة إيمانية. لقد كانت فاجعة مؤلمة لجميع منسوبي إدارة التربية والتعليم بل لجميع منسوبي مكاتب التربية والتعليم في محافظة جدة. عرفه الجميع ذلك الرجل المخلص الشاهد على جميع إنجازات إدارة التربية والتعليم، عرفناه بابتسامته المعهودة وحبه للجميع من يعرف ومن لا يعرف، فكان معاملته مع من لايعرف وكأنه ذلك الصديق منذ أمد بعيد. لقد افتقدناك أبا حنان وافتقدك المشهد التربوي والتعليمي، ونحن في الإعلام التربوي كان مصابنا كبير في فقدانك فكنت خير سفير لنا، وذلك المتواجد ليل نهار في جميع المناسبات بلا اعتذار ولا تأخير نجدك أول الحاضرين ونجدك آخر من يغادر. لقد عملت بكد جد وكفاح لتكون الشاهد الوحيد على إنجازات التعليم منذ أكثر من ربع قرن. أبا أحمد هل ستساعده تلك الأنظمة الصماء لترقيته إلى المرتبة «د» في السلم الوظيفي، كما طلب قبل وفاته بساعات؟ ستبقى يا محمد إسماعيل في الذاكرة وعلى البال، وسيكون ذكرك عطرا نعطر به مجالسنا، الكل يدعو لك ولعائلتك وأبنائك بالصبر والثبات، وأن يجمعنا وإياك في مقعد صدق عند مليك مقتدر. صالح شبرق الغامدي رئيس شعبة التربية الفنية والمنسق الإعلامي