يبدو والله أعلم أنه لو لم تكن المعلومات التي ذكرها الزميل خلف الحربي في مقاله «لزوم نعلم الشيخ» من العيار الثقيل لما بادرت الهيئة العامة للاستثمار بردها المنشور يوم أمس، وهو رد يلزمنا بتقدير الهيئة على تجاوبها حتى وإن جاء متأخرا قليلا، فغاية ما كنا نتمناه أن تتواضع الهيئة يوما وتتذكر أن هناك رأيا عاما تمثله الصحافة، لا يصح تجاهله.. ومن أجمل ما جاء في رد الهيئة أنها لم تحاول الإصرار على نفي المعلومات التي أوردها الزميل خلف، ولم تبرئ نفسها مسبقا، وإنما اعترفت «بدور الصحافة في مساعدة الأجهزة الحكومية المختلفة في بيان بعض أوجه القصور وكشف التجاوزات التي قد تصدر من بعض ضعاف النفوس في بعض الأجهزة الحكومية والهيئة ليست استثناء»، كما جاء حرفيا في رد الهيئة الذي طالبت فيه تزويد الجهات المختصة أو تزويدها بالمستندات والوثائق التي أشار إليها الزميل خلف. المفارقة العجيبة أنه في الوقت الذي ترد فيه هيئة الاستثمار ردا هادئا إلى حد كبير كبداية لحضورها بعد حوار رئيسها مع صحيفة الرياض في 25/9/2010م يخرج علينا زميلنا الكبير الأستاذ عبدالله أبو السمح في ذات التوقيت بمقال ربما يكون أقسى حلقة في حلقات دفاعه المستميت عن الهيئة، فقد ذكر في مقاله «أخيرا ردوا» يوم أمس أن الهيئة بعد صمتها الطويل الذي برره ب«طولة بال» الهيئة لمعرفة نهاية النقد المتحيز ضدها وكشف تحيز بعض الكتاب الذين تجاوزوا حدود النقد إلى التجريح والقذف، واصفا حديث رئيس الهيئة لصحيفة الرياض بأنه رد على كل الشبهات والاتهامات وإنكار النجاح الذي تضمنته «حملة» لتهييج الرأي العام يمارسها مرجفون ضد هيئة الاستثمار، تستغل حرية الصحافة وتسيء إلى هذه الحرية. ومع أن الأستاذ عبدالله لم يعمم اتهاماته إلا أنني حين استعرضت أسماء الكتاب الذين علقوا على المعلومات التي نشرت عن الهيئة، وأنا منهم، لم أجد لهم أي خيط من المصلحة يتقاطع مع طبيعة مهام هيئة الاستثمار. مجموعة من الكتاب «الغلابا» يحرصون على مصلحة الوطن ويطالبون الهيئة بتوضيح الملابسات التي تحيط بعملها، لا أقل ولا أكثر. وكان لا بد أن يصروا على الهيئة لتوضيح موقفها، لكنها بدلا من المبادرة إلى ذلك استمرأت الصمت الطويل الذي وصفه الأستاذ عبدالله بطولة البال، رغم أنه لا مجال لها في زمن السرعة الفائقة لتدفق المعلومة التي نتوقعها حاضرة وجاهزة في هيئة بأهمية وإمكانات هيئة الاستثمار. إنه اتهام خطير حين يوجه الأستاذ عبدالله أبو السمح اتهاما مباشرا لبعض زملائه الكتاب بتنظيم حملة مفتعلة لتهييج الرأي العام من أجل كسب شعبية وقتية، وإذا كان لديك الدليل القاطع على ذلك يا أستاذنا فلماذا لا تفضح الأسماء والأسباب على الملأ لكي يفرق المجتمع بين المرجفين والمخلصين الذين يبحثون عن مصلحته؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة