أشغلنا الزميل خلف الحربي بسيارة اللمبرغيني وشيكات المجوهرات والديكور بمئات الألوف من الريالات، التي قدمها متنافسون للهيئة العامة السعودية للاستثمار. نسي الزميل - هداه الله تعالى - أن لدى هيئة الاستثمار مركزاً اسمه «الخطوة الواحدة»، بهذه الخطوة تخرج من دائرة إلى أخرى، ومن مرتبة إلى أعلى، ولك في التمتع بمرتبة اللمبرغيني قفزة نوعية «أونكتادية»، كما أن الاتفاقات التي حررت بموجبها الشيكات تقوم على مبدأ رعاية مركز التنافسية... «الوطني»! و«الرعاية» تستلزم حاجات «قد القيمة»، ثم إن الزميل - أصلح الله حالنا وحاله، ورزقنا وإياه من حلاله - غفل عن مسألة مهمة، أن ظهور سيارة لمبرغيني في الشوارع أكبر دعاية لهيئة الاستثمار، وفرصها الثمينة، ألم تلاحظ يا خلف - خلف الله علينا وعليك وعلى ديرتنا - عامل اللمعان المشترك في كل المقتنيات الثمينة، سيارة لمبرغيني ومجوهرات وديكور، تناغم مع استراتيجية الهيئة في خطف القلوب وحتى الأقلام باللمعة، أترك الزميل خلف يبحث عن سيارة اللمبرغيني فربما غطيت «بشراع» بعد مقاله اللذيذ، وأطالب الإخوة القراء في جدة بمساعدته بحثاً عنها لمعاينة الإنجازات، علماً بأنه ليس من رأى كمن «مسك الطارة»! ألتفت لمقال العضو السابق في مجلس إدارة هيئة الاستثمار الأستاذ سليمان المنديل في «الوطن»، أقتبس منه التالي «بعد ذلك حدث تغيير قي قيادة الهيئة، وتغير التوجه كلّية، فبدلاً من التركيز على معوقات الاستثمار، تحوّل الجهد إلى نشاط الترويج للاستثمار الأجنبي، وتوقيع اتفاقات ثنائية مع الأجهزة الحكومية الأخرى، وكأنما هي اتفاقات بين دول مختلفة، وتلى ذلك زخم إعلامي مركز على تصنيفات المملكة، ثم تلى ذلك الاهتمام بتطوير ما سمّي بالمدن الاقتصادية، وإن كانت في الواقع مشاريع تطوير عقارية صرفة. أما دور مجلس إدارة الهيئة في كل ذلك فاقتصر على حضور اجتماعات، حُدد لها مقدماً مدة ساعتين فقط، وبالتأكيد لم يكن لمجلس الإدارة علمٌ بما كان يجري حول مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، حتى جاء فاكس لكل عضو، الساعة الخامسة مساءً، يدعوه للحضور في اليوم التالي، للمشاركة في حفلة تدشين ماكيت المشروع». انتهى. يُشكر الأستاذ سليمان المنديل على هذه الشهادة الدقيقة. لا شك أن الأمانة، والحرص على المصالح الوطنية دفعاه الى الكتابة. ليس من عادة مسؤولين سابقين التحدث بهذه الصراحة، لذلك يطير البعض في «عجة الدعاية» سواء كانت على شكل حملة إعلانات أو كلقاء صحافي تردد نشره منذ أسابيع بين أكثر من صحيفة، وقد علم بعثه «مغلفاً» من الهيئة. بقي على جهات رقابية مثل المباحث الإدارية وهيئة الرقابة والتحقيق أن تدلي بدلوها، خصوصاً فيما كشفه الزميل خلف الحربي، وتفتش كل «شراع» بحثاً عن اللمبرغيني. ولعل من المبشرات أن هيئة التحقيق والادعاء ظهر لديها مصدر مسؤول صرّح في قضية وفاة الفتاة الجزائرية! فلا بد أن هناك مصادر مسؤولة في المباحث الإدارية وهيئة الرقابة ينتظر أن تتحدث. www.asuwayed.com