عنوان المقالة مستل من كتاب الدكتور فهد العرابي الحارثي «المعرفة قوة .. والحرية أيضا» الذي صدر بالأمس عن الدار العربية للعلوم في بيروت، وطرح فيه المؤلف الكثير من الأسئلة والتساؤلات الكبرى، وشخص من خلاله بلغة رفيعة ورؤية استشرافية عميقة؛ واقع الحالة العربية المتردية، واشتراطات الخروج من حالة السكون المطبق والجمود المدلهم والمعالجات السطحية التي يقابل بها العرب التحولات الكبرى للعالم والمجتمعات الأخرى. ومايثيره الكتاب، ويطرحه المؤلف، جدير بالتأمل والتفكر، خاصة مع ازدياد التحديات التي تواجه الأمة العربية، وفشل كثير من نماذج التغيير ومشاريع النهضة العربية، وكذلك ازدياد المشاكل الاقتصادية، والتحديات الإقليمية، والتجاذبات الفكرية، وبروز مؤشرات دولية، لقياس درجة تخلف المجتمعات أو تقدمها، تعتمد معدل البطالة، ومستوى الفقر، وحجم المجتمع المعرفي، ودرجة الحرية المتاحة، كمقاييس معيارية تحدد درجة تقدم الأمم وانحدارها. وكما أن المستقبل ليس هدية، فإن النجاح ليس حتميا، بمعنى أن المستقبل إنجاز، والنجاح شروط، إن على المستوى الفردي أو المؤسسي أو الوطني. فلا يمكن أن تتطور المجتمعات أو تتقدم، وبعض مكوناتها الاجتماعية، مصابة بالتخلف العلمي أو العوز الاقتصادي، أو التهميش الاجتماعي، فمفاصل الجسم المصابة، ستحد من انطلاقاته في مضمار سباق الأمم، والمقاييس تتم بطبيعة الحال على المستوى الجمعي لا الفئوي للمجتمعات. وهنا تبرز أهمية، إطلاق برامج وطنية، للإنعاش الاقتصادي وإنقاذ الطبقة الوسطى من التآكل المستمر، الذي يقوض في نهاية المطاف المجتمع بأسره، فعندما يكون أبناء جارك يعانون البطالة والفقر، فلا تستغرب منهم سلوكيات صادمة لسكان الحي، وهذا الأمر دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبا، إلى إطلاق برامج اقتصادية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتنفيذ برامج ثرية لمساندة الطبقة الوسطى وتوسيع حجمها. إضافة إلى أهمية توسيع مشاركة كافة الشرائح الاجتماعية في صناعة القرار، وإدماجها في عملية البناء الوطني، حتى يتم إنجاح كافة القرارات التنموية، خاصة المتعلقة بالبطالة والفقر والتنمية المتوازنة، عبر إشراك الجمهور المستهدف في آلية بناء القرار، ومعرفة أساليب إنجاحه. فمشاريع التغيير الكبرى، تشترط جهدا جماعيا، وتناغما وطنيا، يشمل كافة القطاعات والشرائح دون استثناء، حتى يتم إشراك الجميع بفعالية في صناعة الحاضر، وصياغة المستقبل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة