منذ فترة غير قريبة اعتمدت وزارة التربية والتعليم في تطبيق حصة النشاط وعلى كافة المستويات للمراحل التعليمية باعتبارها حصة واحدة مرة من كل أسبوع لما لها من أهمية كبيرة لتنمية مواهب الطلاب والطالبات وغرس قيمة الأنشطة المختلفة في نفوس هؤلاء الأبناء والتي تتعدد من حيث أهميتها وتنوعها كأن تكون أنشطة ثقافية أو فنية أو رياضية وعلمية أو رحلات واستكشافات وغيرها من الأنشطة التي تحددها الوزارة أو إدارة المدرسة. ولكن وبكل أسف والمضحك المبكي في تلك المسألة والتي غفلت عنها وزارة التربية والتعليم هو عدم تطبيق تلك الحصة الأسبوعية داخل مدارسنا الموقرة عدا القليل فقط والتي أجزم أنها تعد على الأصابع على مستوى المنطقة الواحدة. والمعادلة الأصعب في ذلك الخصوص أن الوزارة مشكورة قامت بتفريغ أعداد هائلة جدا من المعلمين والمعلمات في أغلبية المناطق والمحافظات ومدارسها تفرغا كاملا دون نصاب ومع ذلك نلحظ أن المدارس أو جلها إن صح التعبير لم تقم بتفعيل حصة النشاط. إن ذلك التفرغ الذي قامت الوزارة بصنعه هو بمثابة إجازة طويلة الأمد لذلك المعلم المحظوظ المتفرغ ولكنها إجازة بكامل حقوقها دون نقصان، وبكل شفافية علينا القول إن النشاط الطلابي لم يكن بالمستوى المأمول الذي ينشده الجميع من طلاب وهم الأصل في العملية التربوية التعليمية أو من مسؤولين وقادة تربويين يطمحون في نجاح الأنشطة الطلابية بكل شموليتها. وبما أنني أحد رواد النشاط الطلابي في إحدى المدارس ومن مدة زمنية طويلة جدا أعتقد أن سياسة تفريغ المعلمين غير مجدية في ظل إهمال عناصر كبيرة جدا لحصص النشاط المعمول بها.. على الإخوة المكرمين والمسؤولين في الوزارة إعادة النظر وبلورة مفاهيم النشاط وفق أسس ومنظومة متكاملة تضمن لنا كتربويين ومشرفين نشاطا ناجحا ومنظما بعيدا عن العشوائية التي يسير عليها حاليا، فمن خلال تجربتي النشاطية في العديد من مدارسنا أجد وبكل صراحة أن النشاط الطلابي مكانك سر.. خلافا ما يرد للمدارس من قرارات من الوزارة نفسها بضرورة التطبيق والتفعيل العاجل لمصلحة الطالب. عبد الله مكني الباحة