شرعت وزارة التربية والتعليم في تطبيق حصة النشاط منذ عقود مضت وعلى كل المستويات للمراحل التعليمية، سواء المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية باعتبارها حصة واحدة مرة في كل أسبوع لما لها من أهمية كبيرة جداً لتنمية مواهب الطلبة والطالبات وغرس قيمة الأنشطة المختلفة في نفوس هؤلاء الأبناء والتي تتعدد من حيث أهميتها وتنوعها، كأن تكون أنشطة ثقافية أو فنية أو رياضية أو علمية أو رحلات واستكشافات وغيرها من الأنشطة التي تحددها الوزارة أو إدارة المدرسة، ولكن وبكل أسف والمضحك المبكي هو عدم تطبيق تلك الحصة الأسبوعية داخل مدارسنا الموقرة عدا القليل فقط والتي اجزم بأنها تعد على الأصابع على مستوى المنطقة الواحدة. والمعادلة الأصعب في ذلك الخصوص أن الوزارة مشكورة قامت بتفريغ أعداد هائلة جداً من المعلمين والمعلمات في أغلبية المناطق والمحافظات ومدارسها تفرغاً كاملاً ومع ذلك نلحظ أن المدارس أو جلها إن صح التعبير لم تقم بتفعيل حصة النشاط، والمدهش في تلك المعادلة كما ذكرت كيف يكون في مدرسة معلم محسوب على الوزارة ومفرغ كلياً للنشاط وتتعمد المدرسة إلغاء حصة النشاط بالكلية؟ كيف يحدث ذلك الأمر المخجل على مشهد من إدارة المدرسة والمشرفين التربويين وإدارات التعليم؟ أقول علماً أنه لا يسعني إلا الصمت في مثل تلك الأمور الغريبة وكثير من أمورنا أصبح غريباً أقول إن ذلك التفرغ الذي قامت الوزارة بصنعه هو بمثابة كما يقال ضحك على الذقون، هو بكل أسف إجازة طويلة الأمد لذلك المعلم المحظوظ المتفرغ، ولكنها إجازة بكامل حقوقها من دون نقصان، فمرحباً بذلك التفرغ الذي أهمل حق المدرسة وطلابها نشاطاً وموهبة. وكرم المعلم بتفرغ وراحة من دون عمل أو حساب فعلاً كما يقال شر البلية ما يضحك، فأين أدوات الرقابة لدى الوزارة من حيث ذلك الشأن البالغ الأهمية، وهي التي تقول إنها بحاجة إلى تعيين مزيد من المعلمين والمعلمات، ومن ثم تقوم بتفريغهم من دون رقابة ومن دون حراك يذكر ثم أين دور الوزارة في دفع ذلك النشاط من حيث إعداد الخطط الملزم إقامتها بخاصة للمدارس التي تم تفرغ معلم من منسوبيها للنشاط؟ وأين الدعم المادي الذي يتزامن مع معطيات ذلك النشاط ويسهم في تفعيله وتعزيز مفهومه؟ وبكل شفافية علينا القول إن النشاط الطلابي لم يكن بالمستوى المأمول الذي ينشده الجميع من طلبة وهم الأصل في العملية التربوية التعليمية أو من مسؤولين وقادة تربويين يطمحون الى نجاح الأنشطة الطلابية بكل شموليتها.. وبما أنني احد رواد النشاط الطلابي في إحدى مدارس منطقة الباحة ومن مدة زمنية طويلة جداً اعتقد أن سياسة تفرغ المعلمين غير مجدية في ظل أهم العناصر كبيرة جداً لحصص النشاط المعمول بها وعلى الإخوة المكرمين والمسؤولين في الوزارة إعادة النظر وبلورة مفاهيم النشاط وفق أسس ومنظومة متكاملة تضمن لنا كتربويين ومشرفين نشاطاً ناجحاً ومنظماً، بعيداً من العشوائية التي يسير عليها حالياً فمن خلال تجربتي النشاطية في العديد من مدارسنا أجد وبكل صراحة ان النشاط الطلابي... مكانك سر. [email protected]