«من فيض».. من دواخل الأسماء التي يستضيفها هذا الفضاء، نحاول مقاربة جوانب مخزونها الثقافي والمعرفي، واستكناه بواطنها لتمطر، ثم تقديمها إلى الناس، مصطحبين تجاربهم، ذكرياتهم، ورؤاهم في الحياة ومن حولهم، وذلك على شاكلة أسئلة قصيرة وخفيفة في آن معا. عرف بين رؤساء التحرير بالكاريزما المصحوبة بالنجاح، ويعكف حاليا على إطلاق صحيفة «الشرق» في الجزء الشرقي من مملكتنا. قينان عبد الله الغامدي.. رغم مرافئ النجاح التي خلدها في فكر ووجدان القارئ.. يرى أن تجربته الصحافية لم تنضج بعد، وأن رئاسته لتحرير «الشرق» تختلف كليا عن تجربة رئاسته لصحيفتي «البلاد» و«الوطن»، وأن أحلامه أكبر وأعمق من أن يحصرها في «رئاسة التحرير» التي لم تمنحه حسب وصفه سوى القلق والأرق وداء السكري. • قينان الغامدي.. من أنت؟ وماذا تعرف عن نفسك؟ «من أنت؟..» هذا سؤال فلسفي أتهيب الخوض فيه، فمع أنني مقتنع ب«ابن رشد» إلا أنني ما زلت أخشى «الغزالي».. أما نفسي فأعرف أنها راضية مؤمنة بقضاء الله وقدره. • لو قذفنا قينان في محيط اللغة بماذا سنخرج؟ بسؤال واحد: متى نغادر محيط اللغة إلى أرض العمل والإنتاج؟ • تجربتك الصحافية بدأت في «عكاظ» وتشكلت في«البلاد» ونضجت في«الوطن».. ماذا عن الشرق؟ تجربتي الصحافية بدأت وتشكلت في «عكاظ» وخاضت تحديات إنعاش «البلاد» وتأسيس «الوطن» ، أما النضج فعلمه عند الله، ثم الراصدين المنصفين، وأما «الشرق» فلا يصح الحديث عن تجربة لم أخضها بعد. • متى تشرق شمس «الشرق»؟ شمس الشرق تنتظر انقشاع ليل «المال». • وفي أي أرض ستنغمس شمس غروبها؟ إذا أشرقت فلن تنغمس شمس غروبها إلا مع غروب «الورق». • هل لا زالت المسابقات السلاح الناجع لضمان نجاح الصحيفة واتساع مساحة انتشارها؟ المسابقات إحدى الوسائل لتسويق النجاح لا لضمانه، فالجودة أولا وثانيا وعاشرا.. ثم التسويق. • وهل تقع في سلم أولوياتك للنهوض بصحيفة «الشرق»؟ إحدى الوسائل لتسويق «الشرق» لاحقا، وليس للنهوض بها. • استعانتك بالحرس القديم أثناء رئاستك للبلاد ثم الوطن.. هل تحسب لك أم عليك؟ لم أستعن بما تسميه الحرس القديم، استعنت بمن أصبح كثير منهم نجوما في الصحافة والكتابة، والبقية على درب التميز يسيرون. • ماذا تقول لمن يردد بأنك أغرقت «البلاد» وضيّقت على «العباد»؟ أقول: سامحك الله، فبماذا تصف حال «البلاد» قبلي وبعدي؟! • صف لنا علاقتك بمن «خالفوك» و«خلفوك» في تلك الصحف؟ أصدقائي وزملائي، وأكثر كفاءة مني. • الصحافة أعطتك رئاسة التحرير.. ماذا أعطيتها؟ أعطيتها كل حياتي، جهدا ووقتا بصدق وجنون العاشق، أما هي فأعطتني مع رئاسة التحرير المتكررة القلق والأرق، وتوجتهما بالداء المقيم «مرض السكري». • مراحلك الصحافية.. هل غيرت في كتاباتك؟ ومن ذا الذي يا سامي لا يتغير؟.. التغيير سنة الحياة وسبيل الأحياء «أقصد الأحياء حقيقة لا مجازا». • ما حقيقة «التنظيم السري مدفوع الأجر من سفارات غربية لبعض الكتاب العرب»؟ أسأل الذين ادعوا معرفة هذا «التنظيم». • ما قذفت به الشيخ البريك نسبه إليك.. أين الحقيقة؟ أعوذ بالله من «القذف»، حاولت توضيح حقيقة دولتنا «المدنية» للأخ سعد البريك فقط، وقد اقتنع أخيرا كما علمت بهذه الحقيقة، وحين تحدث عن «التنظيم السري» سألته عنه لأساعده في فضحه. هذا كل شيء. • هل الصحافة.. مادة حارقة أم علبة دواء؟ الصحافة عين ثالثة وسلطة رابعة تحرق من يخاف التحرك تحت الشمس، وتشفي صدور المخلصين. • الصحافي الناجح.. يولد أم يصنع؟ الصحافي الناجح موهبة ورغبة وثقافة وجلد.. إنه يولد ويصنع. • المحيطون بك يرددون بأنك هدفت لتكسير السائد والإتيان بما لم يأت به الأوائل.. ماذا كسرت؟ وبماذا أتيت لتبقى «الوطن» في أوج وهجها؟ كسر الله أضلع المرجفين في كل زمان ومكان. أما ما أتيت به مع فريق «الوطن» فلعلك تستشفه من بقائها في«أوج وهجها» كما وصفتها. • ما علاقتك بالمرأة ؟ بيني وبينها شعرة معاوية، وحديقة لا تذبل أزهارها. • والمرأة الكاتبة؟ قارئ انتقائي شديد الحساسية، لا فرق عندي بينها وبين الكاتب الرجل. • لمن تقرأ منهن؟ لكل من تصلني مقالاتها أو مؤلفاتها، أو أصل إليها. • متى تعترف المرأة أنها يائسة؟ «اليأس» لا يعرف طريقا إلى قلب الأنثى، والتاريخ يشهد أن عقول بعض «الذكور» هي من تتوهم ذلك. • والصحفية بالفشل؟ لا يتفق مهنيا لقب «صحافية» وصفة «فشل». • ما هو المعوق الأساس الذي يكبل نجاح الصحافية ويضعها في أضيق حدود النجاح؟ الذكور أولا وثانيا وعاشرا الذين يفصلون الحياة على مقاس جهلهم. • قصيدة «لا إله إلا الله» التي نظم أبياتها الشيخ عايض القرني وأنشدها فنان العرب محمد عبده .. بماذا أشعرتك ؟ أشعرتني بعمق وسعة وفضل «لا إله إلا الله»، فالتفقه في الفن لا يتعارض مع التفنن في الفقه، فكلاهما تحت مظلة الإسلام العظيم. • ما وقع الصدى الذي خلفه رأي القرني في نفسك، حين اعتبر بائعة الفصفص النيجيرية أفهم منك شعرا؟ الله قدر أن يصفني«عائض» بالجهل، فانتفض اليراع مجلجلا فكتبت "نظما"من بنات قريحتي ونشرته «شعرا» فجاء مهلهلا لكنه نال الثناء من الورى وبززت فيه «كثيرا و مهلهِلا» فتبسم «الشيخ الوقور» ملوحا بالحب يغريني فجئت مهللا الشيخ الدكتور عايض القرني صديقي وأخي وعلم من أعلام العصر، وله ما للأستاذ على تلميذه. قينان عبد الله الغامدي • ولد عام 1957 بقرية (الطويلة) في منطقة الباحةجنوب المملكة. • بدأ العمل الصحافي بصحيفة عكاظ إلى أن وصل لوظيفة نائب رئيس تحرير من 6/7/1982 إلى 11/9/1996م. • رئيس تحرير صحيفة البلاد من 11/9/1996 إلى14/5/1998م • رئيس تحرير صحيفة الوطن من 13/3/1998 إلى 6/5/2002م • كاتب عمود يومي بصحيفة الوطن من 1/10/2000 حتى الآن. • صدر قرار تعيينه رئيسا لتحرير صحيفة «الشرق» بتاريخ 4/10/2009م. الدورات التي تحصل عليها: • دورة في التحرير الصحافي في صحيفة الحياة اللندنية (1986م) • دورة في التسويق والإعلان في جامعة الملك عبد العزيز (1988م) • دورة في فنون التغطية الصحافية في صحيفة «الشرق الأوسط» في لندن (1989م) • دورة في اللغة الإنجليزية في بريطانيا (1998م) • دورة في القيادة الصحافية في صحيفة «الفايناشيال» البريطانية (2000م). العضويات • عضو اللجنة التأسيسية لهيئة الصحافيين السعوديين (2001 حتى الآن). • عضو المنظمة العربية لحرية الصحافة (2002 حتى الآن). • عضو مؤسسة عسير للصحافة والنشر وعضو مجلس إدارتها (13/3/1998 حتى الآن). • عضو نادي دبي للصحافة (1996 حتى الآن). • عضو النادي الأدبي بجدة وعضو مجلس إدارة (1996 1998م). الحالة الاجتماعية: أب ل 4 بنات (ريم، نجاة، نسرين، وجدان)، و5 أبناء (عبدالله، ماجد، رياض، محمد، خضر).