حذر أستاذ الفقه وأصوله في جامعة الطائف الدكتور جميل اللويحق من المسلسلات المدبلجة، مشددا على أنها تشكل خطرا كبيرا على أخلاق وقيم مجتمعنا المحافظ، داعيا إلى ثورة أخلاقية على كل هذه المشاريع المدمرة، شريطة أن تصنع في الوقت نفسه البدائل الممكنة وتتعاطى مع طبيعة العصر، وتخترق أدواته وتعرف بالضبط مساحة الحركة الممكنة ومواضع الخطر. وقال اللويحق ل«عكاظ» «قديما تحدث علماء النفس والتربويون عن حقيقة أن التأثير على أفكار شخص ما أو مجتمع ما تكون أبلغ وأعمق حين تكون الوسيلة غير مباشرة وتعتمد في الوقت نفسه على أكثر من حاسة»، مبينا أن أكثر الصور التي يتمثل فيها ذلك اليوم هي الدراما والمسلسلات التي تطرح المعنى والمضمون بطرق عديدة، وفي قوالب متنوعة، وبتكرار مدروس، وتوظف من أجله السيناريو والديكور والصورة والأزياء، وتتحايل في الوصول إليه بكل الطرق. وأضاف اللويحق «ليس أخطر اليوم من استخدام هذه المسألة في خطاب الناس والجمهور، وما يجري الحديث عنه اليوم إثر بعض المسلسلات المدبلجة والذي تجاوز المعتاد، هو أثر طبيعي لحضور هذه المسلسلات وإجادتها لذات اللعبة»، واستدل على ذلك بالأصداء التي أفرزها مسلسل باب الحارة وكذلك المسلسلات التركية مثل «نور» وغيرها، مشددا على أن بعض المسلسلات المدبلجة طرحت مفاهيم أخلاقية مقلوبة وصادمة للقيم والحشمة والدين، مضيفا «فهو كما يقول متابعوه يتحدث عن علاقات محرمة يدور في إطارها الممثلون، ليعبثوا بخيال البسطاء ممن ضعفت أخلاقهم وديانتهم وعقولهم، وهو كشف المستور من فراغ شريحة عريضة من المجتمع بكل أسف». ورأى اللويحق أن هذه المسلسلات قد أثارت أسئلة صادمة منها أين مواثيق الشرف الإعلامي واجتماعات وزراء الإعلام وعباراتهم الطنانة الرنانة عن التأكيد على الخلق والقيم وأحكام الشريعة الإسلامية؟ وأين مروءة من يبث مثل هذه المسلسلات وحيائه وهو يساهم في إشاعة الفحشاء بين المسلمين؟ وأين قوى الرفض المدني لكل ما يمس الخلق ويسيء إلى الفضيلة ؟! أين قبل ذلك كله حياء المشاهد الذي يملك قرار المتابعة أو الإعراض من ربه وخوفه منه ورعايته لأسرته ومسؤوليته عنهم؟! وأين في الجهة المقابلة جهود الأخيار للإبداع في هذا النوع من الأدوات؟! وهل عجزت عقولهم وأموال تجارهم من فعل شيء منافس يكشف عوار هذا الغثاء الجاثم على أكثر وسائل الإعلام ؟، ودعا اللويحق إلى أهمية اختيار بدائل إيجابية لبعض هذه المسلسلات الهابطة.