للصحافة الفنية التي تزهو اليوم بحاضرها الجميل في إعلامنا المكتوب أسس وأسماء كبيرة بني عليها معظمها، كانت اجتهادات وإرهاصات أولى تستحق منا التقدير ويستحق نجومها الكثير من التقدير، لمبادراتهم الأولى في الصحافة الفنية عند مراحل التأسيس في المنطقة، مثل؛ حمدان صدقة، جلال أبو زيد، أحمد صالح هاشم، هشام عرب، ومحاولات عازف القانون زيني عبد الغفار الذي عمل في الصحافة الفنية عند بزوغ نجمها وإطلالاتها الأسبوعية، قبل العمل الصحافي الفني اليومي في الصحافة المحلية. ومن هؤلاء كان أيضا هاشم عبده هاشم، عبد الله الجفري، حسين نجار، عبد الله السقاف، وغيرهم كثيرون. حديثنا اليوم عن أحدهم؛ محمد رجب، الصحافي،الكاتب الاذاعي، الكاتب المسرحي، كاتب الأغنية، والاسم المشارك في كثير من الأنشطة الفنية والبرامج المرتبطة بالهواة في النشاط الفني. واليوم وبمناسبة يوبيله الذهبي بعد أن أمضى «50 عاما» في العمل في بلاط صاحبة الجلالة، نتحدث عنه وعن مشواره الطويل في «أعلام من مراحل التأسيس» حيث بدأ حياته مع الفن والإعلام الفني في العام 1960م. محمد حمود رجب، مستشار فني ومشرف على لجنة المسرح في جمعية الثقافة والفنون (فرع جدة) وهي الجمعية التي عمل فيها منذ ظهورها وتأسيسها لأول مرة في جدة العام 1394ه/1974م في شقة في عمارة الملكة عفت في جدة، برئاسة سمو الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن وهو في نفس الوقت صاحب مشاركات جيدة عديدة في الحياة الإعلامية بشكل عام. ولد في حارة المظلوم إحدى الحارات الأربع الرئيسة التي كونت جدة وذلك في العام 1353ه /1934م، درس نظاميا حتى المرحلة المتوسطة فقط. ومحمد حمود رجب له من الأبناء أربعة؛ أحمد، نبيل، جواهر، ونزيه. حياته العملية التحق في باكورة شبابه بوظيفة طابع على آلة طباعة يدوية في أحد الأحياء الشعبية في جدة، ثم التحق في عام 1952م بالبنك السعودي الهولندي بوظيفة معقب، ثم تدرج للعمل في قسم البريد ولمدة عشر سنوات، ثم التحق بقسم شؤون الموظفين في البنك وتدرج إلى أن وصل إلى مساعد مدير الشؤون التجارية في الإدارة الإقليمية وبقي في هذا المنصب لمدة سنتين وقدم استقالته في عام 1982م، بعد أن أمضى قرابة 30 عاما في خدمة البنك. التحق بالعمل الصحافي عام 1380ه/1960م، حيث كان ينشر زجليات عرف بكتابته لها في مجلة (الرائد) من خلال باب (ابن الشاطئ) الذي كان يحرره الدكتور عبد الله مناع. عمل في عام 1383ه في الصفحة الفنية في صحيفة (قريش) التي كانت تعد الصفحة الثانية بعد صفحة (أفانين) التي كان يحررها الدكتور هاشم عبده هاشم وحمدان صدقة في مجلة (الرائد) واستمر في ذلك لمدة ستة أشهر، بعدها صدر نظام المؤسسات الصحافية، بعد عهد الأفراد. ثم اتجه رجب مع حمدان صدقة للعمل في الصفحة الفنية في صحيفة البلاد عام 1384ه. انتقل بعد ذلك متعاونا في صحيفة عكاظ وعمل مع زيني عبد الغفار وعبد الله السقاف في الزاوية الفنية في «عكاظ»، وكان يراسل من جدة صحف المنطقة الوسطى (الجزيرة)، (الرياض)، ثم أشرف على تحرير صفحة فنية أسبوعية في «عكاظ» خلال الفترة من 1390 1395ه/1970 1975م. ثلاثي الجيل من أجمل آثاره تكوينه فرقة (ثلاثي الجيل) من الموهوبين يومها؛ عبد الله الصائغ محمد حبادي، وعبد الكريم باحشوان، التي تخصصت في أداء المونولوجات والمشاهد المسرحية واللوحات الاستعراضية، كما أنه ساهم في إبراز عدد من نجوم الغناء السعودي عبر برامجه الإذاعية والتلفزيونية مثل؛ نجوم الغد، مسرح الهواة، ساعة مع الفن، وغيرها من البرامج. بعد ذلك، اتجه إلى «مجلة الإذاعة الفنية» التي استمر فيها لمدة ثلاث سنوات انتهت في العام 1395ه. عاد في العام 1395ه إلى «عكاظ» ليشارك في تحرير صفحة (الفن) في العدد الأسبوعي. شارك محمد رجب في تأسيس جمعية الفنون (فرع جدة) وشغل لبعض الوقت منصب مدير الشؤون الثقافية فيها، ثم رئيسا للجنة المسرح في شعبان 1420ه. تعاون مع مجلة (اقرأ) في عام 1398ه واستمر لعامين حتى عام 1400ه. أعد المجلة الفنية الإذاعية لعدة دورات حتى عام 1419ه، وذلك في إذاعة البرنامج الثاني (إذاعة جدة). يشغل حاليا مستشار فرقة فنون جدة. إنتاجه الفني أنتج ما يزيد على 500 حلقة درامية ما بين سهرة ومسلسلات وتمثيليات أسبوعية، كان أشهرها؛ كلمة عتاب، مواقف إنسانية، مواقف رمضانية، طول بالك. وفي المنوعات؛ المجلة الفنية، ساعة مع الفن، مسرح الهواة، مسرح الإذاعة، ومنصة المواهب. وفي البرامج التلفزيونية؛ مسرح التلفزيون، سهرات فنية، مسلسل مشقاص، خدمات عامة (7 حلقات)، مسلسل صور اجتماعية (13 حلقة)، فنون شعبية لراديو وتلفزيون العرب (20 حلقة). ومن الأعمال المسرحية له سبع مسرحيات، 20 استكش كوميدي وشعبي غنائي. إنتاجه الأدبي له عدة مؤلفات في المجال الفني منها؛ كتاب عن حياة الفنان الراحل فوزي محسون، كتاب ذكريات ومواقف فنية، كتاب الطموح والإبداع عن فرقة أبو سراج الشعبية، وصدر له كتابا سيرة؛ الأول عن الفنان محمود حلواني (رحمه الله) «قيد الطبع»، والآخر عن رواد المونولوج. جوائز وأوسمة نال الإعلامي محمد رجب الذي نتمنى له الشفاء العاجل العديد من الجوائر وشهادات التقدير منها؛ • شهادة الريادة الصحافية من جمعية الثقافة والفنون عام 1407ه. • درع التفوق عن عمل مسرحي بعنوان (الصراع) من جامعة الملك عبد العزيز في جدة 1417ه. • درع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عام 1419ه، عن رواد التأليف المسرحي. • شارك في مهرجان الفنون الشعبية في أوزبكستان «رئيس وفد» مع فرقة موسيقية بصحبة الفنان محمد أمان (شافاه الله) وحصلت الفرقة على الجائزة الأولى للمهرجان عام 1420ه. شاعر أغنية تحدث كثيرون من أبناء الوسط الإعلامي عن مواهب محمد رجب المتعددة، لعله يجيء منها كتابته للمونولوج والأغنية، وكان من أشهر الأغنيات التي كتبها وصادفها نجاح كبير أغنية الفنان محمد عمر «الفرحة تمت ياهنا بدر البدور»، وللأغنية قصة، حيث بدأت أغنية مناسبة كتبها رجب في حفل زفاف الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن من ألحان طاهر حسين، ثم ولنجاحها في الحفل شاء أطرافها الثلاثة تحويلها أغنية عامة وكان لهم ما أرادوا. قالوا عنه زامل الإعلامي محمد رجب صاحب التاريخ الطويل في العمل الإبداعي الإعلامي الكثير من الأسماء التي أخذ منها وتلك التي أعطى بدوره لها الكثير في الساحة الفنية والإعلامية، ليكون اسما فاعلا (شافاه الله) في ساحة العطاء، وكثيرون هم من تحدثوا عن ضيفنا اليوم محمد رجب، منهم فنان العرب محمد عبده الذي قال: محمد رجب اسم سطع لعقود في دنيا الصحافة الفنية، وهو من الجيل المؤسس الذي حمل على عاتقه خدمة الأغنية السعودية منذ انطلاقتها الحديثة قبل نصف قرن، ولطالما ساندنا في العطاء الفني والمشوار الطويل للأغنية. والموسيقار سراج عمر الذي قال: لمحمد رجب أو لي ومحمد رجب حكايات ليس لها آخر، حيث إنه خلال معاصرته لمراحل صناعة النجوم كان له دوره الإعلامي المتميز في العمل المرتبط بالفن، وأذكر أنه في بدايات الفنان محمد عبده (أيام الهنداوية) منذ نصف قرن من الآن، كان كثيرا ما يكون معنا في أي حدث فني وطالما كتب أخبار أحدث الأعمال الفنية، وقام بتغطيات ليس لها حدود للمناسبات والحفلات، وكان اسمه إلى جانب حمدان صدقه (رحمه الله) الأبرز في ساحة الإعلام الفني. أما الموسيقار سامي إحسان فيقول: تزاملنا كثيرا في جمعية الثقافة والفنون منذ تأسيسها، وقدم محمد رجب (شافاه الله) جهودا كبيرة، إلا أنه لم يحقق دورا بارزا في عمله الإعلامي وذلك لإمكاناته المحدودة وسوء علاقاته في الوسط الفني ومع أبناء جمعية الثقافة والفنون، والكل يعلم أن عملنا في الأوساط الفنية والإعلامية مبني في أساسه على العلاقات التي هي فن في حد ذاتها، وكان إداريا في الجمعية والإدارة فن! على عكس سامي إحسان، يقول مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة حاليا الدكتور عبد الله باحطاب: تحسب لمحمد رجب المبادرات الأولى في العمل الصحافي في المملكة، وتنقله في الإدارات المختلفة في الجمعية، منها مدير النشاط الثقافي، ومنها مدير المسرح في حقب سابقة، ومنها مدير النشاطات الفنية، كما رأس الكثير من البعثات الثقافية من الجمعية إلى خارج المملكة. الفنان المحتجب محمد موسى يقول: عندما جئت إلى جمعية الثقافة والفنون شابا يافعا في العام 1396ه/1976م، لم أكن أعرف فيها إلا محمد رجب وسامي إحسان، خدماني كثيرا وقدماني للناس مطربا من خلال طاهر حسين، حيث لحن لي طاهر وسامي إحسان وأذكر أن محمد رجب كان يجدول اسمي في مناسبات الجمعية وحفلاتها. الإعلامي بدر العباسي يقول: الذي أعرفه أن محمد رجب والراحلين حمدان صدقة وجلال أبوزيد (رحمهما الله) هم من صنع الريادة للعمل الصحافي السعودي في الحياة الفنية. كما أعرف أن محمد رجب كتب العديد من المسرحيات المحلية والأعمال الإذاعية والتلفزيونية. الفنان طاهر حسين يقول: تزاملت طويلا مع محمد رجب وعملنا كفنان وإعلامي فترة طويلة، والذي أستطيع قوله إن مشوارنا كان مضمخا بالحب والعطاء والعمل المشترك في مجالات الثقافة والفن والإبداع، وتحسب له أيضا كتابته لبعض الأعمال الغنائية في المناسبات وأيام الوطن والمرور وأسبوع الشجرة وغيرها، كما كتب العديد من الوطنيات والوصفيات للإذاعة. الفنان محمد عمر يقول: كنت أكثر من غنى كلمات محمد رجب الغنائية، ثم إنني تعاملت معه كمنظم للكثير من الحفلات الغنائية الكبيرة بحكم موقعه في جمعية الثقافة إداريا، ومنها حفلات النادي الأهلي في نهاية سبعينيات القرن العشرين الميلادي وتحديدا في عامي 1976/ 1977م.