رسائل تحكي مأساة أصحابها، المطلقة واليتيمة والوحيدة والمقطوعة وتلك التي جار عليها الزمان وآخرين وجدوا أنفسهم وهم في مقتبل العمر مسؤولين عن أسرهم، إضافة إلى من توفي عنها والدها وترك لها أفواها جائعة تسعى عليهم، وغيرهم تراود أحلامهم الشهادة الجامعية التي تركوها مؤقتاً للبحث عن وظيفة تقيهم ذل الحاجة وهوان السؤال يرغبون في إكمال دراستهم والحصول على شهادة عليا ترتقي بهم سلم الوظيفة ودرجات الحياة، تمنعهم كل هذه العوائق من الاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بكل مميزاته المادية والمعنوية والتي تشمل الرواتب والبدلات والعلاج المجاني وتذاكر السفر وحضور المؤتمرات والندوات والمكافآت متوسعاً ليضم من هم على حسابهم الخاص في هذا البرنامج الحيوي المهم من العاملين في الخارج أو محارم مرافقين أو زوجات مع أزواجهم أو العكس. وفي المقابل هؤلاء الموظفون والموظفات في قطاعات الدولة الحكومية أو المؤسسات الخاصة الذين يتقاضون القليل ليسدوا به الكثير، محرومين من أن يتساووا أمام المكرمة الملكية لملك آمن أن التعليم حق مشاع لكل أبناء الوطن، إذ وضع أحدهم حرمه الله من نعمة الشعور باحتياجات المحرومين شرطا مجحفا يمنعهم من إكمال تعليمهم الجامعي رغم أنهم أبناء وطن واحد، فقد استثنى هذا الشرط طلاب المنح الداخلية للجامعات والكليات الأهلية من إكمال تعليمهم إذا كانوا موظفين، بغض النظر عن راتب هذه الوظيفة الذي لا يكاد يكفي بمتطلبات الحياة الأساسية للإنسان ناهيك عن تسديد مصاريف دراسية باهظة لهذه الكليات والجامعات التي أنشئت خلال خطة التنمية السادسة لإتاحة الفرصة لمن لم يستطع أن يسافر خارج الوطن لظروف قاهرة الحصول على شهادات عليا يساهم بها في خدمة وطنه وتحسين علومه ومعارفه، ولكن الشرط المجحف الذي وضع بليل حرمهم الاستفادة من المنحة الداخلية علماً أنها أنشئت بتشجيع من الدولة بتقديم قروض ميسرة لها وتأجيرها أراضي حكومية بأسعار رمزية بلغ عددها سبع جامعات وتسع عشرة كلية. فمن المفترض أن تكون ميسرة لهؤلاء الذين لا يستطيعون ضرباً في الأرض لطلب العلم لظروفهم المعيشية والحياتية التي كتبت عليهم بأن تدفع الدولة لهؤلاء الموظفين الراغبين إكمال تعليمهم الجامعي مصاريفهم الدراسية استمراراً لتشجيع أثرياء الوطن التوسع في إنشاء الجامعات والكليات والمعاهد، وفي نفس الوقت إثراء الحراك الوطني بهؤلاء الجامعيين الحاملين لأعلى الشهادات، مساواة بزملائهم في برنامج الابتعاث الخارجي. إنهم يتطلعون إلى صاحب القلب الكبير، يحدوهم الأمل ويدفعهم الرجاء إلى إلغاء هذا الشرط من المنح الداخلية حتى يستطيعوا مواصلة تعليمهم الجامعي وإعطاؤهم فرصتهم كاملة كما أعطيت لطلبة برنامج منح خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. ما يتقاضونه من وظائفهم التي أجبرتهم الظروف على قبولها دراهم معدودة يا دوب تكفي أعباءهم المعيشية. إن الابتعاث الخارجي أو الداخلي للتحصيل العلمي والدراسة أحد أهم الوسائل لتطوير العقل البشري وإكسابه القدرة لتحسين أدائه وتزويده بالمعرفة والاستفادة من التراث الحضاري للأمم واللحاق بها في حقل العلوم والتقنية والأبحاث الطبية والعلمية التي تعود بالفائدة على الوطن. ولعل المؤسس طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه الكرام وضعوا تلقي العلم والمعرفة ضمن أول اهتماماتهم، علموا أن ثروة الوطن الحقيقية ليس في الماديات وإنما في أبنائه. فبدأ المؤسس ومنذ 1346ه بإرسال الطلبة إلى الخارج في صورة تتماشى وروح العصر آنذاك، يقول روبرت ليس في كتابه المملكة «... يوصف اليوم رسمياً تعليم الملك فهد وولي عهده الأمير عبدالله وإخوانهم على أنه كان مبنياً على الدين والفروسية والسياسة في نطاق القصر، فكان الواحد منهم يتعلم القرآن حتى سن الحادية عشرة ثم يرسل كل أمير إلى معلم بدوي للعيش مدة في الصحراء يتعلم فيها ركوب الخيل والعناية بها ويتعلم الرماية وقص الأثر ومعرفة الصحراء وتقاليدها، ثم يعود الأمير الشاب إلى الرياض حيث كان يجلس في مجلس والده ويستمع إلى المناقشات السياسية اليومية حول ما يحدث في جزيرة العرب والعالم ككل». وكان ذلك إيماناً من المؤسس بأن الخروج من البيئة المحيطة بالشخص مهمة جداً لاكتساب الخبرة وزيادة المعرفة. ثم أصبحت أكثر تنظيماً بإنشاء مدرسة تحضير البعثات إلى مصر أولا ثم إلى أوروبا وأمريكا حتى انتقل أمر البعثات إلى وزارة التعليم العالي في 1395ه. توجه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي فكان هو الأبرز في هذا المجال فتوسع الابتعاث إلى أفضل الجامعات للحصول على الخبرات ورفع مستوى الاحترافية المهنية والعقلية والعمل على إيجاد مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية لدى السعودي ليعود مثقلا بالخبرة والعلوم والمعرفة ليسقط خيراً وفيراً على وطنه لترتفع شواهد التنمية ويعم الخير وتتحقق رغبة القائد ليكون وطناً رائداً متقدماً مكانه العالم الأول بقوة واقتدار، فشهد الوطن ولأول مرة ابتعاث أكثر من سبعين ألف طالب وطالبة، وفرت لهم كل سبل النجاح والعيش الكريم. ولم ينس هذا البرنامج الطموح أولئك الطلبة الذين يدرسون على حسابهم الخاص للالتحاق بالبرنامج على حساب الدولة. وقد نجح هذا البرنامج وبدأت بشائر الخير تهل نتائجها عطرة على المجتمع إن شاء الله رغم معارضة البعض ووقوفهم في وجه البرنامج بإطلاق الفتاوى الشاذة والتحذير من التغريب وإطلاق اتهامات التشكيك جزافاً كعادتهم أمام كل خطوة إصلاح لهذا الوطن. يذكر التاريخ تدخل الملك فيصل رحمه الله وأمره بابتعاث امرأة سعودية رفضت قوى التطرف ابتعاثها آنذاك بدعوى أنها امرأة غير متزوجة، وقال مقولته الشهيرة أنه من الواجب جعل التقاليد حليفاً للتطور وليس ضحية له. وقد تطورت هذه المقولة مع الأيام فبعد أن كانت الأمهات يبكين أولادهن ويستخدمن شتى الوسائل للحيلولة دون ابتعاثهم إلى الخارج تغيرت الأمور وذاب تجمد العقول وأصبح الجميع في مملكة الخير يتسابقون لإشراك أبنائهم وبناتهم في برنامج خادم الحرمين الشريفين لخير الوطن والمواطن. يبقى رجاء وأمل يرفعه طلبة برنامج المنح الداخلية إلى مقام والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في ذكرى يوم الوطن بإلغاء الشرط المجحف في حق المواطن الموظف والموظفة اللذين يرغبان في إكمال تعليمهما بقبولهما في الجامعات والكليات الأهلية وإلغاء شرط أن لا يكون المتقدم موظفا في وظيفة حكومية أو أهلية، فكثير من العاملين والعاملات لا يستطيعون مواصلة دراساتهم خارج المملكة بسبب ظروفهم المعيشية أو لديهم مشاكل في المحاكم، نتيجة طلاق أو ظلم رجل أو إعالة أسرة بعد أن تخلى عنهم وليهم. ظروف أخرى كثيرة تحكم الكثير من البيوت لا يعلمها إلا الله وحده. فلماذا يحرم المتقدم للمنح الداخلية من الإنفاق الحكومي عليه كونه فقط موظفاً حكومياً بريالات أو في القطاع الخاص بملاليم، فهذه قسمة ضيزى في الوقت الذي يصرف للمبتعث الخارجي كل ما يريده ويتمناه على حساب الدولة الكريمة مع الجميع. فاكس: 6975040 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 148 مسافة ثم الرسالة