أحدث العقيد الأمريكي «أنتوني شافر» أزمة أمنية على مستوى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» على إثر إصداره لكتابه «عملية القلب المظلم» الذي روى فيه مذكراته في أفغانستان عندما كان قائدا لفريق العمليات السوداء في عهد الرئيس بوش، وجانب الأزمة تمثل في أن المذكرات على حسب تعبير البنتاجون تحوي معلومات قد تضر بأمن أمريكا. الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الدفاع تلخصت في «شراء» وليس مصادرة أكثر من 10 آلاف نسخة مثلت الطبعة الأولى من الكتاب، على أمل أن تكون الطبعة الثانية منقحة وخالية من المعلومات السرية التي أقلقت البنتاجون بصفتها خطرا على الأمن القومي، علما بأن عملية الشراء تمت بعد أن تسربت 92 ألف وثيقة سرية إلى بحر الإنترنت عن تفاصيل حالات قتل للمدنيين الأفغان لم يبلغ عنها، ووجود قوة خاصة لمطاردة قادة «طالبان» وقتلهم وتصفيتهم مع أسرهم دون محاكمة، وتفاصيل أخرى عن مشاركة إيران وباكستان في الحرب. ولو أردنا تحليل خبر المصادرة «الناعم» للمذكرات الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية، لوجدنا أن جانب الحجب والإلغاء ليس ماركة مسجلة ضد الآراء المتقدة في مشهدنا العربي، فهاهي أمريكا تشترك معنا في نفس «الجين» مع فرق بسيط جدا.. عندنا: يمنعون منتجك الفكري وتصادر النسخ المتوفرة وتحكم الرقابة على المعارض لئلا تباع ممنوعاتك مع حملة تشن على شخصك لا تبقي ولا تذر.. ثم إياك أن تعترض أو تنتقد، أما عندهم: يشترون جميع نسخك ويصدرون بيانا يوضح سبب الفعل والمآخذ، ويدعون الفرصة سانحة لتجاوز الأمر في الطبعة التالية!، ورغم ذلك يخرج مؤلف المذكرات في لقاء مع شبكة CNN قائلا: أن يشتري شخص نحو 10 آلاف كتاب لقمع قصة في هذا العصر الرقمي؛ أمر مثير للسخرية. مسألة الحجب والمصادرة لم تعد من المسائل ذات العثرة في التجاوز أو التحايل، وعالم الإنترنت يعج بكل ممنوع نكاية بالمانع، ولكن المسألة التي تبرز في الخبر تتحدث عن احترام قيمة الفكر وجهد العقل البشري في الإنتاج حتى إن لم يتفق الجمع مع ذلك المنتج، في مقابل حالة الازدراء وشيوع التهمة والتأليب على المبدعين بأشكالهم المتعددة في عالمنا العربي إن كان إبداعهم يتعلق بريشة قلم، على الرغم من أن «نون، والقلم...» شعلة تتقد في مناراتنا، إلا أن حمالة «النصوص» على مرادهم لا مراد مبدعها هم أزمة تفكيرنا، وبالتالي حصارنا في «كاتلوج»: كيف تكتب كتابا عربيا!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة