قامت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشراء وتدمير آلاف النسخ من مذكرات ضابط احتياط الجيش، عمل بأفغانستان، بعنوان "عملية القلب المظلم"، بدعوى احتواء الكتاب على معلومات قد تضر بأمن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبرر البنتاجون، وعلى لسان المتحدثة باسمه، العميد إبريل كانينام، الخطوة قائلاً: "قررت وزارة الدفاع شراء الطبعة الأولى من الكتاب لاحتوائه معلومات قد تضر بالأمن القومي." وأوضحت كانينام في تصريح ل (سي ان ان ) الأحد 26 سبتمبر 2010 أن مسؤولين من البنتاجون أشرفوا الأسبوع الماضي على عملية تدمير قرابة 9500 نسخة من كتاب العقيد أنطوني شافر. ومن جانبه وصف شافر، وفي حديث للشبكة، إجراء البنتاجون بأنه "انتقام" مضيفاً: "لشخص أن يشتري نحو 10 ألف كتاب لقمع قصة في هذا العصر الرقمي أمر مثير للسخرية". وقالت دار النشر، سانت مارتن بريس، إن طبعة ثانية منقحة من الكتاب قد صدرت عقب إدخال بعض التغيرات التي اقترحتها الحكومة لمعلومات صنفت على أنها سرية. وتقول "وكالة الاستخبارات الدفاعية" إن الكتاب يحوي معلومات سرية مهمة يتوقع أن تؤدي، حال الكشف عنها، لأضرار خطيرة على الأمن القومي للولايات المتحدة. وقال العميد رونالد بيرغس من "وكالة الاستخبارات الدفاعية"، إن الوكالة فشلت، ولقرابة شهرين، في الحصول على مسودة الكتاب، الذي قال إنه تضمن معلومات عن أنشطة سرية لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) وجهاز الأمن القومي، وفق مذكرة داخلية تحصلت عليها الشبكة بتاريخ 6 أغسطس. وفي المقابل، قال مارك زيد، محامي شافر، إن رؤوساء موكله راجعوا الكتاب قبيل طبعه في مطلع هذا الشهر، منوهاً: "تلقينا ضوء أخضر من قيادة احتياط الجيش." وأوضح شافر أن البنتاغون أبلغ دور النشر بقلقه حيال المعلومات السرية الواردة في الكتاب بعد طباعة النسخة الأولى منه. ويتحدث شافر في "عملية القلب المظلم" عن مذكراته في أفغانستان حيث قاد فريق العمليات السوداء إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش. ولفت الضابط الحائز على الميدالية البرونزية خلال حديثه مع الشبكة، أن أكبر الأخطاء التي ارتكبها الرئيس السابق هو سوء فهم ثقافة المنطقة. ويأتي نشر الكتاب بعد أزمة أثارها نشر موقع "ويكي ليكس" الإلكتروني لآلاف الوثائق السرية عن الحرب الأمريكية في أفغانستان.