شكلت وزارة التربية والتعليم لجانا تربوية متخصصة لتنفيذ الدعم المالي للمدارس النائية ذات الدخل المنخفض، بهدف ضمان سير الدراسة مع بداية الفصل الدراسي دون عثرات أو عوائق. وأكدت ل «عكاظ» أمس مصادر مطلعة أن الوزارة وجهت إداراتها التعليمية ب «ضرورة تشكيل لجان لمساندة العملية التربوية، مهمتها النظر في طلبات الدعم المالي الواردة من المدارس النائية والمنخفضة الدخل». وبدأت وزارة التربية والتعليم أمس، تطبيق مشروعها التعليمي الجديد للعام الدراسي الحالي، على نحو خمسة ملايين طالبة وطالب، يقف على فصولهم الدراسية نحو 500 ألف معلمة ومعلم في كافة مناطق المملكة. هذا الحراك التعليمي رافقه دعم استثنائي من جانب القطاعات الأمنية ممثلة في قطاع المرور، لتأمين حركة السير وفك الاختناقات المتوقعة أثناء الموسم الدراسي الجديد. وشهدت المدارس في مراحلها الدراسية المختلفة استعدادات مبكرة لاستقبال طلابها من ناحية التهيئة التربوية والتعليمية في ساحاتها المدرسية، وسط رضا مسؤولي الوزارة بشأن التزام هذه المدارس بالخطة المرصودة لسير العملية التعليمية. ورصدت «عكاظ» تحركات القطاع التربوي والتعليمي في مختلف مناطق المملكة صباح أمس، مسجلة مرونة في استقبال الطلاب، توزيعهم على فصولهم الدراسية، تسليمهم الكتب، اللقاءات التعريفية للطلاب الجدد، وجولات قيادي التربية على مدارس مناطقهم لتذليل الصعوبات ومعالجة أخطاء اليوم الدراسي الأول. وأمام هذا الحراك استحدثت وزارة التربية والتعليم تسع مدارس جديدة تابعة لإدارة التربية في محافظة جدة موزعة على مكاتب إشراف التعليم في كافة مراحلها الدراسية للعام الدراسي الجديد، في حين جرى إحالة سبع مدارس للبنين للدراسة المسائية، لعدم اكتمال مشاريع الصيانة والترميمات لها. وتجول مدير التربية والتعليم في المحافظة عبدالله بن أحمد الثقفي، في بعض المدارس صباح يوم أمس للاطمئنان على تجهيزات المدارس وسير انطلاق الدراسة وتوزيع المقررات الدراسية والإشراف على الأسابيع التمهيدية للطلاب المستجدين في المراحل الابتدائية. وأكد الثقفي أثناء جولته أن العمل التربوي والتعليمي يسير وفق الخطط المرصودة، مضيفا أن حالات الغياب بالنسبة للمعلمين والطلاب هي الأقل مقارنة بالأعوام الماضية. وأشار مدير التربية أن أكثر من 300 مشرف تربوي ومديري الإدارات ومكاتب التربية والتعليم، يساندون أعمال المدارس منذ بدء العام الدراسي، لتوفير المساعدة أو تصحيح أي طارئ يعترض بداية العام. ورصدت «عكاظ» عددا من المباني المدرسية لم تنته الترميمات وأعمال الصيانة فيها، إذ تسبب تأخر عدد من المقاولين في أداء مهمات عملهم أثناء الإجازة الصيفية ما تسبب في تراكم العمل وسرعة إنهائه مطلع العام الدراسي. وأكد ل«عكاظ» المدير العام لإدارة التربية وتعليم البنات في جدة أحمد بن علي الزهراني أنه تم تحويل 13 مدرسة للعمل في الفترة المسائية، موضحا أن هذه المدارس تخضع حاليا للترميم الكامل وتجهيزها بشكل ملائم دراسيا. وقال مدير تعليم البنات في جدة إن ستة من المباني المدارس ال13 سيتم الانتهاء من أعمال ترميمها وتأهيلها في ذي القعدة المقبل، مضيفا «لإعادة الدراسة فيها خلال الفترة الصباحية»، مشيرا إلى أنه تجري المتابعة مع المقاولين بشكل مستمر بالتأكيد عليهم بسرعة إنجاز أعمال الترميم والتأهيل في أسرع وقت ممكن، بكل أمانة وإخلاص. وأفاد الزهراني بأنه تم إبلاغ أولياء أمور الطالبات عبر وضع الإعلان وإرسال الإشعارات بتحول الدراسة للفترة المسائية في تلك المدارس. ومن جهة أخرى أطلقت إدارة القبول والاختبارات في إدارة تعليم المحافظة مزيدا من التسهيلات للطلاب الراغبين في الانتقال من مدرسة لأخرى، أو القادمين من خارج المحافظة، إذ يتطلب مراجعة المدرسة المراد الانتقال إليها مباشرة، فيما خصصت قاعة معهد التربية الفكرية لإنهاء معادلات الطلاب الجدد القادمين من خارج المملكة. وأوضح مدير إدارة القبول والاختبارات عبد الرحمن الزهراني إن التسجيل بالصف الأول الابتدائي للمتأخرين عن طريق الإنترنت، وإنه تم تخصيص مركز متابعة وقبول ومعادلة لكل القادمين من خارج جدة والراغبين في معادلة مؤهلات أبنائهم لإلحاقهم بالمدارس وفقا للنسبة المحددة من قبل الوزارة والبالغة 15في المائة من عدد الطلاب السعوديين في المدرسة. في حين منحت إدارة تعليم المحافظة، مكاتبها والمدارس التابعة لها صلاحية إنهاء إجراءات قبول أو نقل الطلاب للمدارس القريبة منهم منذ مطلع الأسبوع الماضي. في حين تابعت أجهزة وزارة التربية مطلع العام الدراسي، المرحلة الثانية من تنفيذ مشروعها الشامل لتطوير مناهج التعليم العام، للتأكد من وصول المقررات التعليمية في نسختها الجديد بمختلف إدارات التربية ومحافظاتها ومراكزها وهجرها. وأسندت الوزارة المهمة لقطاع الإدارة العامة للمناهج لتتابع وصول المواد التعليمية من كتاب طالب، كتاب معلم، كتاب نشاط، البرمجيات، الوسائل، وسائط متعددة، مواد أخرى مصاحبة، معتمدة على تقارير يتولى متابعتها مشرفو مكاتب التربية المنتشرة في المناطق لرصد الصورة العامة لما يدار داخل المدارس. وشددت في الوقت ذاته على وكالة الوزارة للشؤون المدرسية لمتابعة حقيقة تأمين التجهيزات المدرسية اللازمة لمشاريع التربوية من مختبرات، ومراكز مصادر التعليم وتقنية المعلومات والحاسب والآلي. وحملت الوزارة إدارتها التعليمية أي قصور قد يسبب تعثرا في بداية العام الدراسي نتيجة منحها الصلاحية المطلقة لها، في حين ألغت المركزية لمنح إدارات التربية فرصة إعداد خطة تشغيلية للإشراف التربوي تتحدد من خلالها آليات للتنفيذ والمتابعة والتقويم لضمان تطبيق علمي للمشروع الشامل للمناهج داخل هذه المدارس. وأمام ذلك، أصدرت الوزارة ملخصا لرؤيتها لهذا المشروع التطويري قالت فيه «إن المشروع متوافق لأفضل النظريات التربوية الحديثة وهي مناهج إدارة للتطوير ووسيلة للتجديد وسبيلا للرقي وعونا للمعلم العنصر الأساس الفاعل في العملية التعليمية». وطالبت الوزارة إشراك الرأي العام واستقصاء رأي الميدان ودراسة الإمكانات المتاحة والتعرف على ما يمكن استثماره منها، واعتبار رأي المعلم والمعلمة والطالب والطالبة وأولياء الأمور مكونا رئيسا لتلك الدراسات. وأوصت إدارتها التعليمية بضرورة إسناد مهمة تدريس المناهج المطورة والشاملة للمعلمين والمعلمات ممن التحقوا بدورات المناهج المطورة خلال العام الماضي. ونبهت الوزارة بعدم تكليف المعلمين والمعلمات أو أي بديل آخر بتدريسها طالما أنهم لم يخضعوا لدورات تتعلق بهذه المناهج المطورة، فيما إذا اقتضت الحاجة يجب على إدارات المدارس إخطار إدارات التعليم ومكاتب التربية لأخذ الموافقة، بعد إطلاعهم على وثيقة المنهج التابع للمادة التي سيتولى تدريسها . من جهة أخرى تواجه مدارس قطاع رفحاء التعليمي التابع للإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية عجزا في معلمي التربية البدنية، والجغرافيا لهذا العام، ما تسبب في استياء الكثير من العاملين في الميدان التربوي وأولياء الأمور. وأكد ل «عكاظ» مساعد مدير عام التربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية للشؤون المدرسية فهد حامد الهديب، أن مدارس المنطقة بحاجة ماسة لمعلمي التربية البدنية، إذ رفعت إدارة التعليم بالاحتياج لوزارة التربية، حيث تم السماح بالتعاقد مع خمس معلمين في هذا التخصص فقط، في حين أن الحاجة أكثر من ذلك. وفي ذات السياق رصدت «عكاظ» تفاوتا في أسعار المستلزمات الدراسية لدى المحال التجارية بالتزامن مع العام الدراسي الجديد، وسط مطالبة الجهات المختصة بفرض رقابتها على هذه المحال وإلزامها بتوحيد أسعارها مقارنة بالنوعية والجودة. مما جعلها في دائرة المنافسة مع المكتبات ومحال بيع الأدوات القرطاسية حيث هرع إليها المستهلك فارا من غلاء المكتبات الكبيرة ومحال القرطاسية حيث حققت رغبته في الحصول على كل ما يريده بأرباح معقولة بسبب أسعارها التي تعتبر في متناول جميع الشرائح. وتقول أم عادل إن العام الدراسي يلزمني بالصرف على سبعة من أبنائي، إذ أجد صعوبة في تأمين كافة احتياجاتهم في ظل تفاوت الأسعار، خصوصا بعد أن أرهقت مناسبتا شهر رمضان والعيد ميزانية الأسرة. في حين أكد عدد من ملاك المكتبات المدرسية أن تفاوت الأسعار من شأنه منح فرصة للأسر باختيار ما يناسبها من النوعية والسعر، بما يتناسب وحجم ميزانيتها وطريقة صرفها على المستلزمات الدراسية. وفي منطقة القصيم تحركت وزارة التربية لبناء المنشآت التربوية وتطويرها، إذ شهدت المنطقة 95 مشروعا تعليميا تضمنت مشاريع منفذة وجاري تنفيذها والجاري طرحها بقيمة 1،2 مليار ريال. واستحدثت الوزارة 13 مدرسة وروضة أطفال جديدة هذا العام، حيث جرى تأهيل وترميم خمسة مبان وإنشاء 13 صالة متعددة الأغراض بتكلفة إجمالية بلغت 25,9 مليون ريال أثناء العطلة الصيفية مع صرف الأثاث اللازم للمدارس وخاصة المقاعد الدراسية، إضافة إلى اشتمال حركة نقل المعلمات لهذا العام 1300 معلمة، وتم توجيه 525 معلمة لمدارسهن من الدفعة الأولى للمعينات الجدد. وأنهت إدارة تعليم البنات ما يخص النقل المدرسي للطالبات، متضمنا خدمات النقل في المنطقة ل 74,186 طالبة من خلال وسائل نقل آمنة ومريحة تتوافر فيها كل مواصفات الأمن والسلامة. وأكملت الإدارة العامة تجهيز وتأثيث مراكز مصادر التعلم في المنطقة، صيانة 34 مركزا من المصادر، تجهيز 109 معامل حاسوبية، وتأمين احتياجات المختبرات بكافة الأجهزة والمستلزمات والوسائل التعليمية والأثاث. وقال مدير عام التربية والتعليم للبنات في منطقة القصيم الدكتور عبدالله الركيان «إنه تم وضع خطة عمل للمشرفات لمتابعة المدارس في الأسبوع الأول واستكمال عملية المسح لسد الاحتياج اللازم إن وجد والاطمئنان على جاهزية جميع المدارس من كافة الجوانب للعام الجديد، ولم تسجل حالات غياب تذكر في بداية اليوم الدراسي الأول حسب تقارير مديرات المدارس». وفي القنفذة، عقدت مديرة مكتب التربية والتعليم بالعرضيتين حمدة زيدي علي القرني اجتماعا بمديرات مدارس قطاع نمرة يتعلق بتأهيل مديرات المدارس المستجدات، من أجل إيضاح أبرز المهام وأبجديات العمل وبحث آلية التطوير في الأداء وفق الاستراتيجيات الحديثة للقيادة التربوية. وتضمن الاجتماع التعريف بمهام مديرة المدرسة ومسؤولياتها، أهمية العلاقة بين المديرة والمشرفة، أهمية التخطيط الاستراتيجي، طريقة إعداد خطة العمل وتفعيل دور مديرة المدرسة كمشرفة مقيمة، وإدراك حجم العلاقة بين الإشراف والادارة المدرسية. وأوضحت القرني أن عدد الحاضرات في الاجتماع نحو سبعة مديرات، جرى تناول الجوانب المطلوبة منهن والتي تتضمن جوانب الأمن والسلامة، مضيفة أن الاجتماع لامس احتياجاتهن ويعايش متطلباتهن وخاصة مع بداية العام الدراسي. وفي ذات السياق استقبلت مدارس الرياض أمس طلابها بمنحهم فسحة من الوقت للالتقاء بزملائهم ومعايدتهم قبل البدء في توزيع المقررات الدراسية، إذ حرصت المدارس على انتظام الطلاب في فصولهم منذ اليوم الأول، بعد تجهيز البيئة التربوية والتعليمة منذ وقت مبكر. البعض من الطلاب وخلال الساعات الأولى لليوم الدراسي الجديد لم يستطع ضبط ساعته البيولوجية، إذ ظل يصارع النعاس في ظل مداومته على السهر لثلاثة أشهر لم يعتد فيها على الدوام الصباحي. وفي الصفوف الأولية استقبلت المدارس الابتدائية طلابها الجدد بالحلوى والهدايا كعادتها السنوية، من أجل كسر حاجز الخوف من المعلم ولضمان تعودهم على المقعد الدراسي أثناء البداية الجادة مطلع الأسبوع المقبل. وفي منطقة الجوف استقبلت مدارسها صباح أمس نحو 31 ألف طالب في 238 مدرسة في مختلف مراحل التعليم العام، إذ جرى التركيز على الطلاب الجدد عبر تفعيل الأسبوع التمهيدي الذي يحتوي على فقرات وبرامج تساعدهم على الانتقال بسهولة من المنزل إلى المدرسة. وعمدت بعض المدارس على توفير دراجات للطلاب وشخصيات كرتونية ساعدت بسرعة اندماج الطلاب مع الجو المدرسي، إضافة إلى توزيعها قمصانا وطاولات تحمل صور الطلاب. من جانبه، تابع المدير العام للتربية والتعليم للبنين في المنطقة مطر بن أحمد رزق الله الزهراني بدء العام الجديد، عبر جولة نفذها أمس على المدارس الابتدائية، وقال «إن على المدارس توفير الجو الآمن للطلاب المستجدين، بما يساعدهم على سرعة التكيف من جو المنزل إلى جو المدرسة، من خلال تنفيذ الأسبوع التمهيدي». من جهتها شددت الإدارة العامة لتربية وتعليم البنات في الأحساء على جميع المدارس بعدم استحداث أعمال إنشائية، أو إضافة تمديدات كهربائية وملاحق عشوائية في المدارس دون الرجوع إلى الجهة المختصة بإدارة التربية. وقال مدير إدارة الخدمات العامة شليويح العتيبي «إن هذا الأمر يشكل خطورة بالغة على سلامة وأمن شاغليها حسب ما تمت ملاحظته من جانب نتائج الجوالات الميدانية من قبل مديريات الدفاع المدني بمختلف المناطق على بعض المباني المدرسية والمرفوعة من المختصين في وكالة الوزارة للمباني». ودعا العتيبي إلى الاهتمام بنظافة المدارس وتفادي التخزين العشوائي للأثاث والرجيع، المواد القابلة للاشتعال في الأسطح والأفنية.