باشرت الأجهزة الأمنية أمس، اشتباكا بين نزيلات دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة، تسبب في إصابة خمس منهن بجروح، أدى لنقلهن عبر سيارات الهلال الأحمر لمستشفى الملك عبد العزيز في الزاهر. واستعان رجال الشرطة بدعم السجانات لدخول الدار وإنهاء الاشتباك الجماعي، والقبض على مثيرات الشغب، ما دعا تواجد جهات حكومية ممثلة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشؤون الاجتماعية، هيئة الرقابة والتحقيق، وفرق البحث والأدلة الجنائية. وأكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان، أن الجهاز الأمني تلقى بلاغا عن وقوع اشتباك بين نزيلات الدار، أدى لوقوع إصابات بينهن، استدعى تدخل فرق الهلال الأحمر لنقلهن لأقرب مستشفى. وقال الميمان «إن التحقيقات لاتزال جارية لمعرفة ملابسات الشجار، لدى قسم شرطة التنعيم، تمهيدا لإحالة القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام فور استكمال القضية». وأشارت ل «عكاظ» مصادر مطلعة أن الاشتباك الجماعي بين نزيلات الدار البالغ عددهن 46 نزيلة، بدأ عندما منعت أخصائية تعمل في الدار، إحدى النزيلات من الزيارة بحجة إثارتها للمشاكل وسوء سلوكها، الأمر الذي أغضب النزيلة وعمدت إلى تحطيم محتويات الدار وإحداث الفوضى. ولفتت المصادر إلى أن عددا من النزيلات شاركن في الاشتباك دون معرفة الأسباب الحقيقية خلفها، إذ جرى استخدام أدوات التنظيف، والعصي ، وأدوات أخرى، أدت إلى حدوث إغماءات بين البعض منهن. من جهة أخرى، باشرت المشرفة النسوية على القطاع الغربي نورة آل الشيخ حادثة الدار، ومنعت جميع الأخصائيات والمراقبات من المغادرة لحين الانتهاء من التحقيقات. وأعادت حادثة الاشتباك، سيناريو مشابها حدث العام الماضي، بعد أن تقاذف مسؤولون التهم في تحمل مسؤولية مشاكل النزيلات دون وضع حلول جذرية، تمنع تكرار هذه الأحداث، ما دعا وزارة الشؤون الاجتماعية لنقل عدد منهن لبعض دور الرعاية في المناطق، بحجة إثارتهن للمشاكل والفوضى. في حين سجلت لجنة حكومية رباعية في وقت سابق عدة ملاحظات على الدار جرى تسليمها إلى إمارة المنطقة تتعلق بسوء المعاملة مع النزيلات، سوء النظافة، تهالك المبنى، وجود عدد من الفتيات ممن انتهت محكوميتهن دون تصريح خروج، وجود ملفات لم يفصل فيها من جانب الأخصائيات. هذه الملاحظات دعت إمارة المنطقة لتشكيل لجنة محايدة من عدة جهات حكومية للوقوف على حقيقة الأمر، إذ جرى رصد حزمة من المخالفات بعد شهرين من التحقيقات تتضمن سوء المعاملة، الضرب والمضايقة، سوء التغذية، استغلال النزيلات في الأعمال داخل الدار، وعدم توافر ملابس وأدوات النظافة. وتتخلص غالبية شكاوى نزيلات دور الحماية والرعاية الإجتماعية في غالبية المناطق، بسوء المعاملة من جانب موظفات الدور، تأخر معاملاتهن القضائية، وعدم وجود المباني المناسبة لاحتوائهن.