أحالت مديرية الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة 12 نزيلة من دار رعاية الفتيات في العاصمة المقدسة، ووزعتهن على دور اجتماعية في منطقتي تبوك والقصيم ومحافظتي جدة والطائف، وذلك على خلفية أحداث الشغب التي شهدتها دار رعاية مكةالمكرمة الجمعة الماضية. وعلمت «عكاظ» من مصادرها في الدار أن معظم قضايا الفتيات المنقولات غابت تماما عن أسرهن، فيما باشرت اللجنة، التي وجه بتشكيلها وزير الشؤون الاجتماعية والمكونة البارحة الأولى، أعمالها في استجواب الأخصائيتين المتهمتين بتحريض النزيلات على إثارة شغب نزيلات الدار. واطلعت اللجنة صباح أمس على ملفات نزيلات الدار، خاصة اللاتي انتهت محكومياتهن ورفضت أسرهن استلامهن، في الوقت الذي منعت فيه اللجنة جميع أخصائيات ومراقبات وموظفات الدار مغادرته بعد نهاية دوام أمس، وذلك للتحقيق معهن بخصوص الملابسات التي شهدتها الدار قبل الحادثة وبعدها. من جهتها، أظهرت مصادر «عكاظ» في لجان التحقيق انزعاجها من لجوء وزارة الشؤون الاجتماعية إلى توزيع عدد من النزيلات على عدد من الدور المنتشرة في مناطق المملكة، وتحديدا في هذا الوقت، مفترضين أن مثل هذا الإجراء كان يجب أن يتخذ بعد إعلان نتائج التحقيق وبعدها، إذ لهم الخيار في نقلهن أين ما شاءوا. وأوضحت المصادر نفسها أن التبرير الوحيد للوزارة في نقل وتحويل هذا العدد، وفي هذا الوقت تحديدا، دليل على وجود تراكمات من الأعمال العشوائية التي تشهدها الدار، نتيجة تأخر البت في ملفات النزيلات اللواتي انتهت محكومياتهن منذ أكثر من عام. إلى ذلك، حصلت «عكاظ» على نسخة من الشكوى الجماعية المقدمة من 35 نزيلة متضررة في دار رعاية الفتيات، كتبتها اثنتان منهن في 12 صفحة وموقعة بأسمائهن جميعا، وصادقت عليها المشرفة الدينية في الدار، وتسلمتها لجان التحقيق أمس، استكمالا لمهامها في كشف الأسباب التي أدت إلى حادثة الشغب الجمعة الماضي. وتضمنت الشكوى الجماعية معاناة نزيلات الدار من أساليب انتهجتها إدارة الدار بحقهن؛ تمثلت في تفتيشهن بعنف في كل مرة تنتهي فيها زيارة أسرة النزيلة، بالإضافة إلى تعريض الفتيات للإهانة والظلم، بحجة أنها أنظمة الوزارة وأن موظفات الإدارة مجرد مأمورات بتطبيقها -كما جاء في شكوى النزيلات-. وأظهرت الشكوى معاناة فتيات الدار من منع الإدارة لهن لقاء لجان التفتيش الدورية التي تشهدها الدار باستمرار، «عندما تأتي اللجان الخاصة بالسجون تجمعنا إدارة الدار بسرعة شديدة في المصلى، وتضع معنا مراقبة تجعل كرسيها خلف الباب لمنعنا من الخروج، وتخبرنا بأننا في المصلى لوجود صيانة في الدار». وتتهم النزيلات في شكواهن المراقبة (ح. ك) ومديرة الدار بتعريضهن إلى شتى أنواع التعذيب، مشيرات في شكواهن إلى أنها (المديرة) تضرب الفتيات بمساطر خشبية تتكسر على أيدي الفتيات، مؤكدات أن أغلبهن يعانين من عنف أسري وأنهن أتين إلى الدار ليجدن عنفا ومعاملة أقسى. وأكدت فتيات الدار في شكواهن أن المديرة «اجتمعت بنا في 18 من شهر محرم الماضي وهددتنا بالعقاب والضرب إذا خالفنا أوامرها، وأحضرت معها أوراقا قرأت منها بنودا وأنظمة صارمة، مشيرة إلى أنها أنظمة وزارية». وقالت النزيلات ال 35 للجان التحقيق: إن المراقبات يعيرننا بقضايانا، وحين تصاب إحدانا بمرض يمنع نقلها إلى المستشفى، كما أن الصراصير والحشرات تطفو على الطعام، ويجبرننا على نقل مخلفات الدار بأيدينا، بالإضافة إلى حرماننا من فرحة عيدي الأضحى والفطر، باتهامنا بسرقة المفاتيح، كما نجبر على غسيل الدار كل صباح. وخلصت النزيلات في شكواهن إلى أن ما يحدث في الدار ينافي الإنسانية ونطالب بالرحمة، متهمات سبع مراقبات بممارسة كل أنواع أساليب التعذيب المخالفة لكل الأنظمة والتعليمات.