فيما تواصل اللجنة الرباعية التي أمر بتشكيلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة تحقيقاتها لكشف تفاصيل جديدة عن حادثة الشغب التي أثارتها فتيات في دار الرعاية في مكةالمكرمة وأصيبت فيها أربعة منهن، («عكاظ» 11/5/1431ه)، تدخلت شرطة العاصمة المقدسة أمس لفض شجار وقع بين 16 نزيلة في الدار، إثر ملاسنة بين فتاتين. وانقسمت فتيات الدار إلى فريقين، سادت خلالها الفوضى وارتفاع الأصوات، ما دعا مسؤولات الدار الذي يضم 43 نزيلة لإبلاغ الأجهزة الأمنية وفض الاشتباك، حيث تحركت على الفور دوريات الشرطة إلى الموقع في ساعة مبكرة من صباح أمس وسيطرت على الموقف وبدأت في إجراء التحقيقات الأولية. وأبلغت «عكاظ» مصادر في الدار، أن شرارة الخلاف بدأت بين نزيلة (20 عاما) وزميلتها (حامل) حول القضايا التي نزلن بسببها الدار، اشتركت فيها لاحقا 14 نزيلة أخرى، ما دفعهن للاشتباك بالأيدي بعد أن انقسمن إلى فريقين. وهنا اضطرت المراقبات الأربع المتواجدات في الدار بحسب المصادر إلى الابتعاد عن موقع المشاجرة التي استخدمت فيها الفتيات شد الشعر والضرب وتمزيق الملابس، وسارعن لإغلاق العنبر على الفتيات والاتصال بالجهات الأمنية لحسم الموقف، والتي حضرت وفكت الاشتباك وشرعت في إجراء التحقيقات الأولية. وتتابع المصادر، أن الشرطة أحالت ست فتيات إلى المستشفى لأخذ تقارير طبية عن إصابتهن، فيما أخذت إفادتهن تمهيدا لتحويل ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. وأوضح ل «عكاظ» المتحدث الأمني في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان، أن الشرطة تلقت بلاغا عن مشاجرة في دار رعاية الفتيات، وتحركت على الفور عدة فرق إلى الموقع لمباشرة الحادث، مشيرا إلى أنه تم استدعاء ست فتيات من المتشاجرات «كونهن المتسببات في المشاجرة»، وأحيل ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لمتابعة التحقيقات معهن. يشار إلى أن دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة شهد سابقا حالة شغب أصيب فيها أربع نزيلات، وحققت عدة جهات حكومية في الحادثة ورفعت تقاريرها إلى أمير المنطقة، حيث أدانت وزارة الشؤون الاجتماعية في آلية التعامل مع فتيات الدار، إذ أثبتت حدوث بعض التجاوزات والمعاملة السيئة لعدد من النزيلات. وهنا، شكل الأمير خالد الفيصل لجنة رباعية محايدة برئاسة إمارة المنطقة وتتكون من الشرطة وهيئة التحقيق والادعاء العام والشؤون الاجتماعية للتحقيق في أحداث الدار، حيث باشرت اللجنة تحقيقاتها قبل نحو 45 يوما، وستتواصل تحقيقاتها لمدة 14 يوما أخرى، إذ استجوبت اللجنة حتى يوم أمس 32 فتاة مابين نزيلة وأخصائية ومراقبة. وانتقلت اللجنة، في سبيل الوصول إلى الحقيقة، إلى بعض المناطق للتحقيق مع الفتيات اللواتي نقلن من دار مكة، كما استجوبت اللجنة مديرة الدار والمشرفة على القسم النسوي في المنطقة. وأكدت المصادر أن اللجنة رصدت سوء معاملة من بعض الأخصائيات والمراقبات، وخللا في إدارة الدار، فضلا عن تأخر ترميم المبنى وانعدام وسائل السلامة فيه.