حرب الكاشيرات هي الحرب الصغيرة التي أوقدت حرائقها من أجل تثبيط عمل المرأة وعمل المرأة لا يقف عند حدود دنيا أو قصوى بل ينطلق من كون المرأة طاقة بشرية يجب أن لا يتم هدرها بحجج واهية. فالمرأة قادرة أن تصل إلى المراكز القيادية مثلها مثل الرجل تماما، فكما استطاعت أن تحصل على الشهادات العلمية الكبرى فمن باب أولى أنها ليست قاصرة عن الوصول إلى أهدافها العملية في المجالات المختلفة. وكما يشهد الواقع بأن نساء سعوديات عديدات استطعن النجاح في الغرب والشرق والوصول بجهودهن وعلمهن إلى مناصب رفيعة يصبح مزعجا أن تستجدي (داخل بلدها) فرصة لأن تعمل وهي المؤهلة، أو يتم إجبارها على قبول عمل وحجب أعمال أخرى عنها بحجة أنها امرأة، وكثيرة هي العراقيل التي تقف أمام عمل المرأة في مستويات مختلفة. سأنتقل في جهة أخرى تخص سفاراتنا في كل بقاع الأرض، فالملاحظ أن تلك السفارات تستقطب أبناء الدولة التي تتواجد فيها ليعملوا فيها، بينما كان من المفترض أن يتم إشغال وظائف تلك السفارات بأبناء البلد (فهم الأقدر على تمثيل بلادهم والأقدر على الشعور بمواطنيهم عند الأزمات، وهذه ملاحظة جديرة بتدخل وزارة الخارجية بإحلال الشباب السعودي في أعمال السفارات المختلفة بدلا عن غير السعوديين العاملين في تلك السفارات). والذي قادني للكتابة عن عمل المرأة في مستوياته المختلفة رغبة في تذكير وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بتلك المجموعة من الأكاديميات السعوديات اللاتي تقدمن للوزارة بطلب للعمل لدى الملحقيات الثقافية في الخارج للإشراف الدراسي على الطالبات السعوديات في بلد الابتعاث. وقد مضى زمن والأكاديميات في انتظار الموافقة فحينا يقال لهن تمت الموافقة وحينا يقال لهن لم تأت الموافقة ولا أعرف تحديدا لماذا يحدث هذا التأجيل في ظل وجود وعود سابقة بزيادة نسبة التمثيل النسائي في الخارج وفتح مجالات وآفاق أوسع لعمل المرأة وتولي مناصب رفيعة من بينها وظيفة بدرجة «سفير متجول». هذا ما صرح به منذ فترة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في اجتماع له بأعضاء لجنة صورة المملكة في الغرب. فإذا كانت المعوقات في الداخل تحول بين المناصب القيادية والمرأة فإن وزارة الخارجية قادرة على استقطاب الكفاءات النسائية بدرجة (سفير متجول) وهي بهذا العمل تكون قد أسهمت في إعطاء المرأة دورها الذي تنتظره، كما لو قامت وزارة التعليم العالي بإعطاء المرأة دورا قياديا من خلال الملحقيات الثقافية تكون قد حققت أهدافا جسيمة تنتظرها الكوادر النسوية المؤهلة. أعلم أني في هذه المقالة قمت بتظفير شعر متشابك، وكل ظفيرة بحاجة لتثبيت كي يبدو الشعر متناسقا .. وهذا لن يحدث إلا بتحقيق الوعود المعلنة، فأي وعد يعطى لا ينسى من طالبيه!. [email protected]