• أعيش داخل أسرة متدينة ومحافظة على الصلاة، أخي الصغير في الصف الثاني ثانوي، طيب ومرح، كان يدرس في حلقات تحفيظ القرآن في مسجد الحي الذي نسكن فيه، لكنه منذ عام انقطع عنها، والسبب خلافه مع أختي التي رأت في عدم تكافىء تصرفاته، رفيقه الجوال الذي يتحدث بواسطته مع بعض الفتيات وأحيانا يكتب رسائل عن حبه وإعجابه بهن، وتصرفاته هذه جعلته يتلقى الضرب في كثير من المرات من إخوانه الرجال، وقد انعكس ذلك على هدوء بيتنا، فأمي منذ أن علمت بتصرفات أخي وهي تعيش في صدمة كبيرة غير مصدقة، ونحن نعيش في حيرة تجعلنا نتساءل هل نترك أخي ليتحمل نتائج تصرفاته أم نوقفه بالقوة حتى وإن ضربناه في كل يوم؟ عواطف جدة مشكلة أخيك الصغير لا يكمن حلها في إعطائه الجوال أو منعه عنه؛ لأن مشكلته الحقيقية تكمن في أن نظامه الأخلاقي يحتاج إلى إعادة ترتيب، فهو شاب سمح لنفسه أن يمارس سلوكا خاطئا ومحرما ولا تدري إلى أي مدى وصل هذا السلوك، خاصة أنه رفض متابعة حفظ القرآن الكريم، وربما هنا تكمن المشكلة، أخوك يحتاج إلى الذهاب إلى استشاري نفسي ليسمع منه ويساعده على ترتيب أفكاره ويعينه على إعادة تأهيله سلوكيا، وإذا استمر التعامل معه بناء على المنع والضرب فلا تتوقعي أي تحسن في سلوكه، كما أن إعطاءه ما يريد وتلبية طلباته كلها أمر مرفوض أيضا، نصيحتي لك أن تتقربي منه، وتحاوريه، وتدفئي العلاقة معه، وانصحي والدتك بالتحاور معه، ولا تتركينه وحيدا أو فريسة لرفقاء السوء، وكلما كان حوارك معه حوارا هادئا وحانيا ودافئا كلما نجحت في تقريب المسافة بينكما، ويمكن عندها أن يستمع إليك، وأنت بحاجة لتذكيره بالنتائج المترتبة على السلوك الخاطئ، ادفعيه للنجاح في دراسته، ولتحاول أمه أن تستخدم رضاها كورقة لتعديل سلوكه، وإن لم ينفع كل هذا فالمطلوب زيارة استشاري نفسي لمساعدته.