التسول عادة ينبذها كافة الأفراد ويمقتها المجتمع لما يعطي من منظر غير حضاري. كما أنه يدفع بالمزيد من هواتها ومحترفيها نحو البطالة والعزوف عن العمل والعيش عالة على الآخرين. وخاصة المرأة والطفل يثيران الشفقة دائما ونحن شعب عطوف على أي موقف نراه فهذه المرأة تستدر عطف الناس بحملها ذلك الطفل أعطوها أو منعوها، وقد تتعرض للكثير من الإهانات نظير جمع مبلغ من المال قليل أو كثير. ومجتمعنا السعودي يختلف عن بقية المجتمعات الأخرى التي لا تدفع فيها الزكاة الشرعية ولا تقوم فيها المؤسسات الخيرية الأهلية، ولاتجد الأموال المنافذ للوصول إلى من يستحقها. فالدولة بما تقوم به من خدمات جليلة وبرامج اجتماعية وخدمية غطت أغلب الأسر والأفراد المحتاجين ممن تتوفر لدى المختصين المعلومات الكافية عن أوضاعها فقد استطاعت خلال السنوات الأخيرة مد شبكة النفقه الاجتماعية للعديد من الأسر من كافة المناطق، وأصبح عدد المستفيدين في مظلة الضمان الاجتماعي (سبعمائة وثلاثة آلاف وأربعمائة وواحدا وسبعين) حالة في الوقت الذي تجد فيه كافة شرائح المجتمع صورا أخرى من الدعم بحسب قدرتها واحتياجاتها إلى جانب دور القطاع الخاص من الشركات والمؤسسات والأفراد، وبقية أبناء المجتمع الذين يساهمون بأدوار مختلفه لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي. فلماذا إذن التسول؟ بهذه الصورة المشوهة للمجتمع!.. وإذا كنا حقا اقتنعنا بوجود عدد من المحتاجين، مع اليقين بوجود المتبرع المتصدق على هذه الشريحة خاصة في مواسم معينة كشهر رمضان الكريم والأعياد. فهل يمثلون حقيقة المجتمع؟. ولماذا إذن تستخدم المرأة والطفل لاستعطاف الناس واستغلال مشاعر الغير ورغبتهم في المساعدة. وعلى أية حال فإننا أمام ظاهرة اجتماعية خطيرة وهي استخدام الطفل والمرأة في التسول. وحتى وقت قريب نشاهد أو بالأصح تعودنا على مشاهدة نماذج نادرة ممن يطالبون بالصدقات أو قد يستحقونها عندما كان الحياء يمنع الناس من مزاولة عادة التسول وتجد الصدقات طريقها إلى المحتاجين ويعرف أبناء الأسر المحتاجة، وتذهب الأقدام خلسة وخفية في ظلام الليل لنقل المال والمؤن إلى تلك الأسر المستحقة وإلى من يستوجب دفعها إليهم، أما وقد أصبحت الأحياء خليطا من الناس والجنسيات وقنوات التواصل بين الأسر مقطوعة وغاب عن الناس معرفة أحوال بعضهم البعض فقد تجد من يستحق الصدقة أو الزكاة على مقربة منك بينما يخال إليك أنهم غير ذلك. وقد يكون العكس حيث تشاهد من يطلبها أو يجري وراء جمعها بينما هم في الحقيقة أغنياء ويملكون الأموال والعقارات وغيرها، فما هي الدوافع والأسباب وراء ذلك ؟. من المؤكد أن المجتمع هو المسؤول الأول والأخير فهو بيده أن يحد من انتشار هذه الظاهرة ومن المؤكد أن عاطفته هي التي تحركت. كما أن المجتمع بحاجة إلى تكثيف التوعية والتأكد من أن أموال الزكاة وما يجود به أهل الخير من الصدقات تصل إلى مستحقيها من بينهم الجمعيات الخيرية التي تفتح أبوابها طوال العام ولديها المعرفة التامة بالمحتاجين. وهذا جزء من العلاج، فالمجتمع هو المسؤول الأول عن تشجيع هذة الظاهرة ولو بإعطاء هؤلاء الأشخاص القليل، وعلى الجمعيات دور كبير نحو الوصول إلى أعماق المجتمع ليس بما تقدمه من دعم مالي أو عيني ولكن بدور معرفي، وذلك بالكشف عن حجم وأعداد وأماكن تواجد الأسر والأفراد المحتاجين وتوعية احتياجاتهم فهي تساهم في حل مشكلاتهم المالية فالمجتمع والأفراد والأسر الميسورة والشركات والمؤسسات وربما قنوات أخرى من الدولة تسعى لتلبية احتياجات هؤلاء، فنحن نتساوى جميعا في مسؤولية حمايتهم الاجتماعية ومساندتهم إزاء متطلبات حياتهم. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 268 مسافة ثم الرسالة