تستعد الأسر السعودية لاستقبال عام دراسي جديد، وعادة ما يتم التركيز في هذه الاستعدادات على النواحي المادية من ملابس ودفاتر وأقلام وغيرها من مستلزمات الدراسة، لكننا جميعا نغفل جوانب مهمة للغاية، ينبغي أن ننتبه إليها، ونستعد لها من أجل أبنائنا، وبخاصة هؤلاء الذين في المرحلة الابتدائية، تلك المرحلة التي أعتبرها أهم مرحلة تعليمية في حياة الفرد، إذ من خلالها يتشكل العقل والفكر، وتنمو المواهب والقدرات، وهذه بدورها هي المكون الرئيسي لما بعدها، فهي بمثابة الأساس الذي نبني عليه حياة الأبناء تعليميا وفكريا وثقافيا، بل ودينينا. وقد اطلعت أخيرا على مجموعة من آراء الباحثين والمتخصصين من خلال دراسة في صحيفة عربية، يمكن لنا أن نستفيد منها بما يتلاءم وبيئتنا وظروفنا. ولعل أهم مشكلة تواجه الطفل العربي بشكل عام هي عدم تنظيم مواعيد النوم للصغار، ومن ثم لابد من أن نبدأ بهذه المشكلة من خلال ترتيب مواعيد النوم تدريجيا، بعد أن أطلقنا لأطفالنا العنان خلال العطلة الصيفية بعامة، وخلال شهر رمضان الكريم بصفة خاصة، وهذا يستلزم تحديد موعد تنتهي فيه مشاهدة برامج التلفزيون أو الجلوس أمام الكمبيوتر، علما بأن طفل الروضة أو السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية يحتاج إلى ما بين ثماني وعشر ساعات متواصلة من النوم يوميا، وذلك لإراحة البدن والعقل، خاصة أن الهرمونات التي تساعد على النمو الذهني والجسمي يفرزها جسمه أثناء نومه ليلا، كما يقول بذلك المتخصصون في طب الأطفال. نقطة مهمة أخرى هي وجبة الإفطار، وهي أهم وجبات اليوم، إذ إن كثيرين من الأطفال، وبخاصة بعد الإجازة، يستيقظون متأخرين، لايتناولون هذه الوجبة، ومن ثم ينبغي أن نحرص على أن يتناول أطفالنا وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدارس، حيث ثبت علميا أن هذه الوجبة هي التي تمد الجسم بالطاقة والمواد الغذائية التي تساعد الطفل على التركيز والقدرة على التحصيل. ومن المفيد أن يكون الوالدان قدوة للأبناء في ذلك، وأن يحرص كل أب، وكل أم، على تناول الوجبة مع الأبناء، وألا يترك أمر أطفالنا للمربيات والخادمات، فهذا له تأثير سلبي على الأطفال، ولنبعدهم قليلا عن تناول الأطعمة المحفوظة والعصائر المحفوظة، فضرر هذه الأطعمة والعصائر أكثر من نفعها. وثمة قضية أخرى تواجه أطفالنا، وبخاصة أولئك الذين يلتحقون بالمدرسة لأول مرة، حيث يشعر الطفل بالرهبة والخوف، وهذه ظاهرة مرضية كما يراها علماء النفس، وتحتاج إلى تدخل الطب النفسي إذا لازمت الطفل لفترة طويلة، لكن الأسرة تمتلك الحل، وذلك عن طريق تهيئة الطفل قبيل بداية العام الجديد، كما ينبغي على الأسرة أن تشعر الطفل بأن المدرسة ليست وسيلة للتخلص منه ومن ضجيجه وشقائه في البيت، وألا نستخدم المدرسة كوسيلة لتخويف الأطفال وعقابهم. وعلى الجانب الآخر، ينبغي ألا نبالغ في تدليل الأطفال والاهتمام بهم وتلبية كل مطالبهم ورغباتهم، إن على الأم دورا كبيرا في بث الطمأنينة في نفوس الأبناء، وتشجيعهم وتحبيبهم في المدرسة، وحبذا لو اصطحبت الأم أطفالها إلى مدارسهم قبل بدء الدراسة للتعرف عليها. الأسرة، أما، وأبا، عليهما «حمل» كبير أعانهما الله، من أجل تهيئة الأطفال للعام الدراسي الجديد، وبخاصة دور الأم الذي لايمكن أن يقوم به «البديل»، أيا كان البديل، هذا إذا أردنا أن ننشئ جيلا معافى نفسيا وبدنيا، جيلا قادرا على أن يكمل مسيرة النهضة والتنمية لهذا البلد الطيب، الذي لم يبخل عليه القائمون على أمره بشيء، حيث أقيمت المدارس في ربوع البلاد، في المدن والقرى والهجر، وتم تزويدها بالمعلمين الأكفاء، ناهيك عن كافة الوسائل التعليمية التي يفتقدها كثيرون من أطفال العالم في مدارسهم. فهل تعي أسرنا الحبيبة خطورة المهمة، ويؤدى الدور خلال الأيام والأسابيع المقبلة؟. آمل ذلك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة