تعني هذه البطالة، ببساطة، أن كثيرا من أساتذتنا الجامعيين لم يستطيعوا حتى اليوم أن يخرجوا من عباءة التدريس و (العقار) ويتجهوا لتقديم استشاراتهم وخبراتهم وأبحاثهم السنوية إلى وطنهم .. بالفعل وليس بالقول فقط. ومعناها أن أهداف تفرغهم للأبحاث لم تتعد، في الغالب، هدف الحصول على الدرجة والشهادة والراتب المعدل. هم مجهزون ومدججون بالمعرفة ولكنهم لا يتعدون بها جدران جامعاتهم ومكاتبهم، إلا في حالات قليلة لا تكاد تذكر. يقول الواقع إن الدور الذي يفترض أن يباشروه، وهم الجالسون على أعلى مراتب التعليم والتدريب في البلاد، ما زالت تمارسه شركات الاستشارات والخبرات الأجنبية منذ عشرات السنين، وتحصد منه مليارات الريالات بتقديمها الاستشارة التنموية مقابل المال. فهل سيبقى المستشار الأجنبي وشركته يفكرون لنا وعنا حتى أبد الآبدين، بينما يجلس آلاف البدلاء من الأساتذة بصمت على مكاتبهم؟ صارت حياة الأساتذة الجامعيين بيننا لا تخرج من اثنتين: إما أستاذ في الجامعة وتاجر خارجها، أو أستاذ داخلها ومحبط ناقم خارجها، وفي كلتا الحالتين لا يعود نفعه إلا لنفسه أو يتعدى بضره إلينا. أي لا يستطيع أحد أن يستفيد بخبرة واستشارة إلا من قليل منهم، رغم أنهم يملكون من العقول والأفكار والخبرات والتجارب ما نستطيع أن نطور بها البلاد ونرفع بها العباد. وبالطبع فأنا أعني خبراتهم التنموية التي يمكن بها أن نستغني عن ما نستورده من خبراء ومستشارين أجانب. لم أتحدث عن هؤلاء الأساتذة الخبرات، وهم أساتذتي حتى اللحظة، إلا بعد أن انكشفت نماذج منهم في مقابل نماذج أخرى من خبرات أجنبية استوردتها مؤسسات حكومية وخاصة لتقديم الاستشارات، وكانت النتيجة أن أساتذتنا لا ينقصهم شيء أبدا ليكونوا هم من تستعين بهم تلك القطاعات، بل سيكونون حتما هم الأفضل .. فهم (أبناء البلد). فكيف الطريقة إذن؟ الحل: أن تترك جامعاتهم الركض المزيف خلف التصنيفات الوهمية وتتحرك جديا لإنشاء جهاز استشاري متمكن يضم تلك الخبرات ويقدم خدماته للمناطق التي تتبعها، بتنوع تخصصاتهم ومجالاتهم، فذلك أجدى وأنفع. من الظلم أن يبقى أولئك مقيدين في قاعات الجامعات، وغيرهم يفكر لنا ولهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة