لا يحلو العيد في (جدة خير) إلا بالتجول في أماكنها القديمة حيث تعيش الفرحة بنكهة غير!! وتحفزك الرغبة بإطلاع أبنائك على جزء من تاريخ بلادهم التي شيدت وعمرت كيانها بسرعة وجيزة في تاريخ الأمم والشعوب، كل ذلك دفعني في صبيحة العيد للشروع في رحلة سياحية متخمة بالحماس للتزود بزاد معرفي جميل لتلك العقول الصغيرة لأبنائي، ولنفوس امتلأت بالوعود والأماني بقضاء يوم جميل في أحضان التاريخ، ومما دفعني أكثر لتلك الوعود التي سقتها لأبنائي بلا حساب اللقاء الذي قام به التلفزيون السعودي في ليلة العيد مع رئيس بلدية جدة التاريخية، والذي ساق ذات الوعود والكلام الجميل عن (عيد غير) في جدة التاريخية !! وبدأت الرحلة وبدأت أعرف مجموعتي السياحية الصغيرة، بأهم معالم تلك المنطقة وأقرأ لهم أسماء البيوتات العريقة التي بنت بجانب البحر العملاق الاقتصادي (جدة) !! وعندها بدأت الأسئلة وما أصعبها من عقول بدأت بالمقارنة الأصعب!! وسألتني صغيرتي: ماما ليه ماينظفوا المكان هو ليه قذر جدا؟ ماما ليه البيوت مهدمة ماهي زي البيوت اللي زرناها في .... ؟ تقصد صغيرتي مناطق أثرية تاريخية زرناها ذات صيف، بلاد لا تملك ذلك الاحتياطي الهائل من النفط الذي تسبح بلادي فوقه!! و في خضم حرب الأسئلة تلك التي لم أجب عنها إطلاقا! وقعت الواقعة عندما وصلنا إلى مركز المنطقة حيث المكان الذي يسمى مجازا (ملاهي) و بدأ الصغار يفركون أعينهم من الغبار، ويسرعون لإغلاق النوافذ حيث روائح الدواب والتي تسمى (مجازا أيضا) جمال وخيول حيث إنها فقدت كثيرا من أوصافها الأصلية!! فقد نقلت العمالة الوافدة كل ثقافتها الرديئة من عدم اهتمام بالنظافة والعشوائية المريعة والتي حولت المكان إلى مايشبه حراجا من العصور الوسطى يعج بالباعةالذين افترشوا الطريق غير عابئين بالزحام الذي حول العربات إلى صفوف طويلة من الانتظار! عندها آثرت الصمت، واتجهت أنا وصغاري إلى فندق على الطراز الحديث في شمال جدة هناك حيث لا تاريخ !! كل ماهنالك يعج بعولمة أفقدتنا ألواننا ومذاقنا !! بعدما وعدت أبنائي بعدم اصطحابهم إلى أي مكان تاريخي آخر!!! فمن يجيب عن أسئلة صغيرتي السابقة ومن يمسح تلك الصفحة المخجلة من تاريخ أبنائي عن العيد في جدة التاريخية ؟!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة