بعد روحانية الحج، ولون البياض الذي يغطي مساحات الروح تبدأ الحياة دورتها الجديدة، وتبدأ الأسئلة تقلقك لتخرج مرة أخرى إلى رحاب الحياة المليئة بالتناقضات والأسئلة والعذابات! هذه الدائرة التي تحكم قبضتها حول روحك، لن تجد أفضل من رحلات روحانية تتكرر سنويا تغسل فيها دنس النفس وأنانية الإنسان، لتقفز بك فجأة إلى مراتب عليا لم تحلم يوما بالارتقاء إليها، هكذا هي رحلة الحج. ولكن ما يربكك بعد هذه الرحلة هي المحافظة على نقاء تلك الروح من أدران الدنيا، ولتنتشر الأسئلة مرة أخرى متغلغلة داخل عقلك ماهي السبل التي تحميك من الولوج مرة أخرى إلى بوابة الدنيا؟ لتكتشف بعد تحفظ وحرص شديد أنك في محطات تخرج من واحدة لتركب موجة أخرى وهكذا هي الدنيا! الحفاظ على نقاء تلك النفس العائدة إلى الدنيا مهمة صعبة بل ومستحيلة لأنك إنسان ولكن المبالغة في الوصول أو حتى التخيل للوصول إلى النموذج الملائكي، هو مايوقعنا في ارتباك يفقدنا إنسانيتنا التي هي أصلنا الحقيقي، ولذلك كانت الرحلة الروحانية بعد كل دورة زمانية في نهاية عام كامل فرصة رائعة للاغتسال والبكاء بين يدي رب رحيم! قرار من صغيرتي هو مادفعني لتأمل الحج كشعيرة إسلامية عظيمة، وذلك عندما حيرتني بقرارها عندما أرادت أن لاتخرج من حجرتها حتى لاتكتب عليها ذنوب!، وقفت أمامها مندهشة من تلك النفس البريئة، التي تخاف الذنب وتتخذ القرار للتصدي له! ولم أجد أفضل من رحلة الحج جوابا مناسبا عن سؤالها المتعب لعقلها الصغير كيف أغسل ذنوبي ماما؟ هذا الخوف الشديد من الذنب، ليس له علاج سوى رحلة بياض لرب العباد صغيرتي، لنعود بعد كل رحلة أشد صفاء، كيوم ولدتنا أمهاتنا! ولأجد صغيرتي بعدها تتابع بشغف التقويم لتحدد تاريخ الحج القادم! هكذا نعلم صغارنا كيف نكون بشرا قريبين من الرب، الذي يعطينا الفرصة الكافية لمراجعة حياتنا ويتقبل توبتنا على أخطاء نراها عظيمة وهي لمم كما رأتها صغيرتي البريئة !! [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة