العيد هو موسم الفرح والسرور للمسلمين؛ إذ فازوا بصوم رمضان وهو مترتب على إكمال صيام رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام، فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم استوجبوا من الله المغفرة والعتق من النار فإن صيامه يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب وآخره عتق من النار يعتق فيه من النار من استحقها بذنوبه فشرع الله تعالى لهم عقب صيامهم عيدا يجتمعون فيه على شكر الله وذكره على هداهم له وشرع لهم في ذلك العيد الصلاة والصدقة، وهو يوم الجوائز يستوفي الصائمون فيه أجر صيامهم ويرجعون في عيدهم بالمغفرة، فإن الإسلام جعل عيد الفطر عيد سعة ونعمة لا تقتصر على الأغنياء بل يشاركهم فيها الفقراء بما يعطون من زكاة الفطر الواجب إخراجها على كل مسلم قادر عليها وعلى الزكاة المقررة على الأموال وعلى الكفارات والصدقات والهدايا والهبات. وعيدا الإسلام الفريدان يأتيان بعد جهد مبذول وفريضة تتطلب صبرا وطاعة خالصة؛ فعيد الفطر يعقب شهر الصوم الذي هو امتحان من الله لعبده على السمع والطاعة فيرضى أن يكبل إرادته وحريته وشهوته التي لا تغالب ويرضى بأن يقيد عاداته ويحتمل من التكاليف ما لو لم يكن مصدره خالقه الذي لا يعبد سواه لما رضي بكل ذلك طائعا مختارا، وبعد أن صام المسلمون شهرا كاملا أكرمهم الله بعد ختمه بعيد تشترك الأمة كلها في الابتهاج به وإعلان الفرحة فيه بين المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي المسلم، وإن المسلمين لجديرون حقا بهذا العيد السعيد ثمرة الطاعة فيتبادلون التهنئة مبتهلين إليه سبحانه وتعالى أن يجعل الآخرة خيرا من الأولى وبعد التهنئة بعيد الفطر المبارك الذي أنعم به على عباده المؤمنين تبقى كلمة وهي أن العيد فرح في الأرض والسماء؛ لأنه جاء عقب فرح الصائمين وقت الإفطار وهو فرح الأرض وأما فرح السماء فيتجلى في فتح أبوابها. عرب محمود جلال