التنظيم مطلب أساس في كل شيء حولنا، ونتطلع لرسم خطط التنظيم ونبذل الجهد الكبير في تنفيذها، فالتنظيم يأتي من اكتشاف ما نحتاج إلى تنظيمه، ولكن العيب في أن نشاهد ما نراه غير منظم ونقول إنه لا يعنينا، وهنا يقع الخطأ دون أن نتساءل كيف شاهدناه أو أحسسنا بشيء غير منظم، فيجب أن نلوم أنفسنا لأننا علمنا بوجود شيء غير منظم ولم نسع على تنظيمه أو حتى الإسهام في تنظيمه ولو برأي. انطلاقا من سعينا لتوفير سبل الراحة لزوار بيت الله الحرام توجب علينا الوقوف على كل محطة يمر بها الحاج أو المعتمر منذ دخوله عبر المنفذ الذي يمر به للوصول إلى مكةالمكرمة، وهذا فعلا ما تسعى له الدولة للوقوف على كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية. ولكن أستوقفتني محطة لا تغيب عن ذهن جميع الزوار وجميع المسؤولين وهي نقطة البداية على طريق جدةمكةالمكرمة السريع وتزخر بزوارها من الحجاج في موسم الحج ومن المعتمرين طوال أيام السنة، وفيها مركز للهلال الأحمر وجميع الخدمات، وهي من ضمن المحطات المنتشرة على الطريق الذي يربط مكةالمكرمة في المدينةالمنورة مرورا في محافظة جدة. هذه المحطات يفترض أنها تقدم خدمة التزود بالوقود وتقديم العديد من الخدمات مثل المطاعم المختلفة، السوبر ماركت، محل للجوالات، صراف آلي، «مقاهي شباك سيارة»، محل ألعاب، زينة سيارات، محلات لبيع احتياجات الرحلات الصحراوية، محال غيار زيوت، صيدلية، ملاهي أطفال، مقاه عامة، جامع للصلاة، وغيره مما يجعل مرتاديها من كل حدب وصوب بمختلف أجناسهم وثقافاتهم. نحن لا نعترض عن كل هذا، بل نريد استمرارية تقديم الخدمات بكافة أنواعها وبكفاءة عالية، ولكن تعترضنا مشكلة التنظيم لعشوائية السير في هذه المحطة حيث تسببت هذه العشوائية في العديد من الحوادث المرورية بدون أن نبحث لإيجاد حل جذري لهذه المسألة، فالأجهزة الحكومية (مثل المرور، أمن الطرق، الشرطة، والبلدية .. إلخ) تعتبرها ملكا خاصا لا يملكون الصلاحية في التدخل لإيجاد حل لتنظيم السير، وصاحب المحطة لا يستطيع تنظيم السير داخل محطته، ونقف جميعا مكتوفي الأيدي لا نجد حلا!. هذه المحطة تقدم خدماتها أيضا للأحياء القريبة منها فيوجد بها خط عودة إلى جدة عن طريق حي الأمير فواز، مما يميزها عن باقي المحطات التي بعدها مثل محطتي الميزان والسلام، حتى المسعفون في مركز الهلال الأحمر يواجهون صعوبة في مباشرة الحوادث عند وقوعها لسوء التنظيم ولا يستطيعون القيام بواجبهم على الوجه المطلوب. ونظرا لأهمية موقع هذه المحطات وما تعكسه من صورة أمام زوارها المتعددين يفترض أن نكون يدا واحدة لإيجاد حلول، دون الهروب من المسؤولية، فنريد أن نطرح أفكارا لدراسة الحلول منطقيا، ومن تلك الحلول فرض أرصفة بشكل هندسي مناسب على أصحاب المحطات أن ينفذوها تحت إشراف الجهة المعنية لرصف الشوارع (منطقة المطاعم، ومنطقة المسجد)، وبدوره يستطيع صاحب المحطة فرض تكاليفها على المستثمرين داخل محطته حتى يتوافد إليهم الزبائن بكل يسر وسهولة دون بذل جهد في السير العشوائي، وهذا هو الهدف الرئيسي للمستثمر. كذلك فرض مطبات صناعية تقلل من السرعة داخل المحطة ووضع مسارات لتحديد الاتجاه للذهاب والعودة من وإلى المحطة سواء من الخط السريع أو من وإلى بوابة الأحياء المجاورة (حي الأمير فواز)، وتخطيط مواقف السيارات بدلا من وقوفها بشكل عشوائي ووضع أرصفة للمواقف كما هو معمول به في كافة المراكز التجارية (ويشترط أن تكون مجانية)، كما يخصص مسارات للحافلات (الباصات) والناقلات، بحيث يستطيع أصحاب المحطات تطبيق فرض رسوم توزع على المستثمرين بعدل حسب مواقعهم لإيجاد حلول أفضل بكثير مما سبق بمشاركة أصحاب الخبرة في تنظيم المدن، أو تتكفل الجهات التنظيمية في الدولة مسؤولية تنفيذها؛ حفاظا على سلامة الأرواح والممتلكات. ولكن أين المبادرة في التنفيذ؟ وأين الجهات الرقابية على التنفيذ؟ ومتى نحافظ على صورة بلادنا في أعيننا قبل أعين الغرباء؟ وليد الرياني جدة