الابن المحامي والمستشار القانوني خالد سامي أبو راشد صديق وقريب من النفس رغم التباعد الجسدي، وأحيانا بعض الجفاء منه لم أفهمه في وقته ولا الآن!! قبل زمن طويل همست له أنني أتمنى لو شكلنا معا فريقا يتبنى قضايا الرأي العام لإرساء قاعدة ثقافة الدفاع عن الحقوق، والمطالبة بالتعويضات كحق مشروع لكل من يقع تحت طائلة الظلم وانتهاك الحقوق العامة والخاصة، هذا المشروع الذي لم ير النور ربما لكسلي مع مشاغل خالد الذي كان يعمل بكل جهد وتفان ليبني اسمه وقد نجح بحمد الله، بينما ظللت سابحا في الأحلام السعيدة! وكان هذا الاقتراح قبل أن نسمع عن جمعيات حقوق الإنسان في الداخل وجهودها البطيئة في الغالب للدفاع عن حقوق المظلومين! قبل أيام لا أعرف عددها لأنني لا أدري متى يأخذ المقال طريقه للنشر اضطررت للجلوس في أحد المقاهي الحديثة، وطلبت كوبا من الشاي دفعت ثمنه عشرة ريالات ريال ينطح الآخر وجلست أمني النفس بالمزاج الرائق! ورشفت جرعة من الشاي وكدت أن أصرخ بعدها وأرمي الكوب أرضا لولا شيء من التماسك لبسني حرصا على الوقار الذي عنوانه الشيب الذي حسنه الشاعر ليعيد بعض الأمل للشيوخ! فقد كانت الرشفة كأنها شعلة من النار بحرارة صعقت لساني وشفتي..! ثم عدت إلى نفسي تدريجيا ولم أوجه أي لوم للبائع لأن ثقافة الحقوق ميتة لا فائدة من محاولة إنعاشها، لكن وبصراحة شعرت بالمرارة وأكاد أقول الحقد عندما استرجعت قصة من آلاف القصص بواحدة شبيهة بحكايتي عندما طلبت أمريكية مشروبا ساخنا لا أذكر ما هو الآن، ومرت بنفس تجربتي لكنها لم تستسلم مثلي وإنما رفعت قضية كسبتها وخرجت برقم جعلها من أصحاب الملايين لأن هناك فئة من المحامين احترفت مثل هذه القضايا وحققت نجاحا هائلا لها وللمتضررين، وكرست ثقافة الحقوق والتعويضات وجعلت الكل يعرف ما له وما عليه، بينما ظللنا نحن ومعنا المحامون نردد الثقافة القديمة التي تؤكد أن من المعيب الحصول على تعويض مهما كان صغيرا، فالسماح من شيم الملاح؟! وقد يتساءل أحد: وما ذنب البائع في غباء المشتري؟! أقول له: من واجبه أن يحذر الزبون عندما يسلمه العبوة ويقول له مثلا: انتبه الشاي حار؟! كما تحذر الأم وليدها، فالبيع مسؤولية البائع وسلامة الزبون من واجباته الرئيسة، أليس هذا الزبون هو القطب الذي تدور حوله وتتنافس كل الشركات والفنادق والمحلات.. إلخ، ولولا ما يدفعه لتوقفت عجلات الاقتصاد، فهو الهدف والمستهدف ومن حقه أن يجد من العناية والاهتمام، والتعويض في حالة الضرر حتى تظل العجلة تدور وتنتج وتعيش الناس في تبات ونبات وتخلف صبيان وبنات لمزيد من الكثافة السكانية السلبية..! وكل عام وأنتم بخير. مستشار إعلامي ص.ب 13237 جدة 21493 فاكس: 6653126 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسافة ثم الرسالة