في التقسيمات الشعبية لا يوجد بين الشعب اليمني والسعودي والكويتي والقطري والإماراتي والعماني والبحريني حواجز منيعة بقدر ما هنالك جغرافيا وتضاريس أوجدت أبعادا مكانية لكنها عجزت أن تبني عزلة اجتماعية بين الشعوب ولقد أدركت الحكومات هذه الحقائق فعملت على تحقيق مصالح شعوبها على هذه الأرض الممتدة في قلب الجزيرة العربية وأطرافها والتي يشكل فيها «اليمن» العمق الاستراتيجي الطبيعي الذي يقوم بدور الحصن والبوابة! الحصن المنيع وينبغي أن يظل منيعا على الدوام! والبوابة المفتوحة التي ينبغي أن تكون تحت النظر منعا للاستغلال الوضيع الذي ظهر في الآونة الأخيرة من خلال محاولات التسلل الإرهابي الباحث عن وكر يحميه فوجد في التضاريس اليمنية الطبيعية مكانا في الجبال والكهوف ومنها تحت جنح الظلام يدس أصابعه في النسيج الأمني الواحد كي يشعل فيه النار بالحزام الناسف غير عابئ بالضحايا الأبرياء! لقد حاول المخربون إفساد مناخ العلاقات السعودية اليمنية بل العلاقات الخليجية والسعودية واليمنية وما تجربة «الحوثيين» عنا ببعيدة فلا يزال أثرها مشهودا إلا أن هذه العلاقات ظلت أقوى من المحاولات التخريبية وظلت تقاوم الشبهات وتدفن طيها التجريح وتحافظ على التصحيح لمسارها كلما اعترضها حائط صد! لأن لها جذورا عميقة تضرب في عمق الأرض! فقد كنا دائما نرى اليمني في السعودية وجها مألوفا قريبا ليس غريبا! شريكا وليس ضيفا! أكلنا منه خبزنا! ومشينا معه في شوارعنا! وبنينا بيده بيوتنا! وتبادلنا سويا طعم الحياة حلوه ومره في الرخاء والشدة فكان هو من بين الجميع رفيق درب ومقيما في القلب وشبيها في الظروف وحتى الملامح! وكثيرة هي الزيجات التي تمت بين سعودية ويمني أو سعودي ويمانية! كانت حصيلتها البنين والبنات على امتداد الأرض الواسعة بين اليمن والسعودية وكذلك دول الخليج «فاليمن» جزء من الحركة التاريخية في الجزيرة والخليج! ويمثل العمق الاستراتيجي! كما أن التنمية اليمنية الشاملة وضعت ظهرها على الكتف والسند السعودي يمدها بالعون والتأييد تعزيزا للمكانة الجغرافية والتاريخية «لليمن» والاستراتيجية في بناء الإنسان! هذه وشائج وصلات حقيقية واقعية قفزت بالعلاقات على الأبعاد الجغرافية وصار العبور من وإلى هذه الدول مجتمعة نوعا من التحدي المعلن لفواصل الرمل والعطش والمسافة وجواز السفر ومحاولات التخريب! وصار خبراء التنقل بين بر وبر قادرين على التوغل بين المدن في المنطقة رغم الجبال والوحوش والبراري المظلمة كامتداد لا ينفصل بين إنسان الجزيرة وإنسان اليمن الذين خاضوا معا في الأونة الأخيرة أصعب مواجهة مع البقاء.. مواجهة الإرهاب وأشراره المتربصين بالحياة والأحياء .. كيف؟!.. غدا نواصل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة