أرسل الأستاذ «عبد الله البيتي» تعقيبا طويلا على مقال (العنوسة)، وأن لديه تحفظا حول ما كتب في المقال وخصوصا السؤال الأخير: «متى سنصل لفكرة أن الإنسان حر في قراراته الشخصية، ومن حقه أن يتزوج ومن حقه ألا يفعل هذا، دون أن يتم تشويه خياراته بكلمة (عانس)، لأن مثل هذه الكلمة أداة قمع لحرية الفرد يقوم فيها المجتمع وعن طريق أكاديميين»؟ يقول الأستاذ عبدالله: «هل سنتخذ من الحرية الشخصية وسيلة لنسمح لأنفسنا بأن نتصرف تصرفات تحت دعوى الحرية الشخصية إذا كان من حق الشخص أن يتزوج أو لا يتزوج، فذلك يعني من حق الشخص أن يمارس العلاقة غير الشرعية أو يمارس الشذوذ، وهذه للأسف نظرة أنانية وفردية، وتحيز ولا تعالج المشكلات. وكلمة حرية تنطبق كليا على من يمارس العلاقات غير الشرعية كإنسان منحرف أو يمارس الشذوذ كإنسان وكلها تحت مسمى الحرية الشخصية». انتهت رسالة «البيتي» التي تكشف لنا مأزقا فكريا يعيشه الكثير لدينا، فما أن تطرح حرية الفرد حتى يفز البعض ليجلب لك أمورا لا دخل لها في الموضوع بتاتا، فمن يتزوج أو لا يتزوج هو في النهاية يدور فيما هو مباح أو ما هو قانوني، وإن تزوج الإنسان أو لم يتزوج هذا لا يبيح له أن يخالف القانون. بعبارة أوضح: إن قال أحد ما إنه لا يحب أكل فاكهة ما من باب حريته الشخصية، هذا لا يعني أن نقفز عليه إذ نسمع حرية شخصية، لنقول له: هذا يعني أنك تريد تعاطي ثمرة (الخشخاش) المخدرات. الحرية الشخصية تعني المسؤولية، وأن يتحمل الإنسان مسؤولية قراراته وتصرفاته، وطالما هو لا يخالف القانون من حقه فعل ما يريد، دون أن يحدد له أحد ما الذي يريد، أو يقمعه بكلمة (عانس) ليجبره على الزواج هربا من هذه التهمة. إن قمع حريات الأفراد، هي في النهاية ستؤدي إلى صنع أشخاص غير قادرين على تحمل المسؤولية، أو لا يريدون تحمل المسؤولية، ويبحثون دائما على من يوجههم حتى في الشرور، كأن يقول شاب قتل أسرة بسبب قيادته المتهورة، أو موظف/ مدير سرق الأموال: «الشيطان هو من دفعني لفعل هذا»، بمعنى أنه لا يملك إرادة حرة لهذا استطاع الشيطان أن يقوده لفعل الشرور، ولولا الشيطان لما فعل هذا الإنسان الملائكي والمستعبد هذه الشرور. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة