«إلى متى يستمر ظلم «عكاظ»، بهذا السؤال عنونت القارئة «م. ح» رسالتها الغاضبة من صحيفة عكاظ بسبب خبر نشر أمس تحت عنوان «4 ملايين عانس في المملكة للسنوات ال 5 المقبلة». لست أدري ما دخل صحيفة عكاظ هنا، فالصحيفة ناقلة للخبر أو للدراسة، وإن كان ولابد من غضب، فعلى الأخت القارئة أن تغضب من عضو التدريس في الجامعة الإسلامية الدكتور علي الزهراني؛ لأنه هو من قام بالدراسة، وكنت سأتفهم غضب القارئة، وربما بررت لها هذا الغضب. فالدراسة التي سيرفعها الدكتور الزهراني إلى مجلس منطقة المدينةالمنورة تؤكد أن عدد الفتيات العوانس في المملكة مرشح للتزايد من مليون ونصف المليون فتاة حاليا إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة. ومثل هذه الدراسات تثير الحنق، خصوصا إن قرأت المرأة في القاموس المحيط معنى العانس، فالقاموس يقول: «العانس هي البنت البالغة التي لم تتزوج، والرجل الذي لم يتزوج، وجمعا عوانس وعُنْس وعُنّس». قلت: إن مثل هذه الدراسات تثير حنق أي امرأة؛ لأن كلمة عانس ليست حكرا على المرأة، فالرجل يدخل ضمن هذا المصطلح، لكن المجتمع الذكوري قادر على التملص من هذه الأمور من باب «الرجل يحمل عيبه في جيبه»، فيما المرأة بلا جيب، فلا تستطيع إخفاء عيبا واحدا. لهذا أقترح على الأخت الغاضبة أن تقوم بدراسة مضادة لدراسة الدكتور الزهراني، أو تقترح على إحدى الأكاديميات في جامعاتنا المليئة بالدراسات القيمة، وتحدد عدد «العنس» الرجال، وهل هم في تزايد، وكم سيكون عددهم بعد 5 سنوات؟ وليس مهما تحديد العمر الذي بعده سيطلق على الرجل كلمة «عانس»، فالقاموس لا يحدد سنا محددا، بل وضع الأمر مائعا، إذ وضع سن البلوغ دون أن يحدد بلوغ الحلم أو بلوغ العقل. ومثل هذه الدراسات يمكن لك أن تضع أرقاما كما تريد، كأن تبدأ من سن بلوغ الحلم ، وستجد أن الرجال «عنس» أكثر من النساء. ويبقى الأهم في كل هذا، متى سنصل لفكرة أن الإنسان حر في قراراته الشخصية، ومن حقه أن يتزوج ومن حقه ألا يفعل هذا، دون أن يتم تشويه خياراته بكلمة «عانس»، لأن مثل هذه الكلمة أداة قمع لحرية الفرد يقوم فيها المجتمع وعن طريق أكاديميين؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة