لست أدري لماذا البعض لا يريد القانون الذي يحميه من عدوان الآخرين عليه، ويحمي الآخرين منه؟ فبعض الرسائل التي وصلت بعد مقال «حتى لا تجرنا إيران إلى ما تريد»، والذي «أي المقال» خلص إلى المطالبة بوضع قانون يعاقب أي إنسان يتهجم على معتقدات الآخر أو شتم الديانات الأخرى أو المذاهب أو الصحابة أو المرجعيات. وكانت الرسائل تطالب كاتب المقال أن يقدم الاعتذار ويستغفر ربه على ما جناه قلمه عليه، أحدهم قال: «رجاء استمع إلى ما يقال عن أمهات المؤمنين، وما يقال في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أولئك الذين تريد منا أن نحترمهم». وهناك من أكد أني لو قرأت كتبهم واستمعت لخطابهم، سأعيد النظر بكل ما طرحته، لأنهم يلعنون الصحابة، ويتهمون أمهات المسلمين «زوجات سيد الخلق». ثمة فئة أكثر تشددا، قالوا فيما معناه: «أرجوك اعتذر عما قلت علانية، فإنك والله أذيتنا، وأذيت الله وأذيت رسوله، بدفاعك عن هؤلاء القوم الذين نشتم فيهم رائحة النفاق، والكراهية لنا وعدم الولاء لنا»، ولست أدري ما الذي يقصده بكلمة «لنا»؟ ثمة فئة أكثر تطرفا، أكدوا أنهم سيكونون خصماء يوم القيامة مع كاتب المقال، إن لم يستغفر الله عز وجل عما قاله، أو لم يتراجع عن أفكاره التي ستؤدي به إلى النار وبئس المصير، لأن كاتب المقال يخالف ما اتفقت عليه أمة محمد عليه أفضل الصلاة. هذه الرسائل أو ذاك الخطاب، يخبرنا وبشكل مباشر أننا أمام أشخاص تم تغييب عقولهم عن مفهوم العدل وحرية المعتقد الذي نادى به الإسلام، وأهميته لتماسك المجتمعات، فهم وبشكل ما تم تأسيسهم على أن أفكار وتفسيرات شيوخهم هي الحق، ومن يخالف تلك الأفكار ويعارضها هم الشر / الشيطان، والشر لايمكن لك أن تطلب له العدل، ما لم يكن العدل هو إقصاءه أو تدميره أو إباحة دمه. المشكلة أن أصحاب هذا الخطاب هم من يؤكدون على عدالة الإسلام، وأنه كفل حقوق الجميع، هم أيضا من يروون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين منع عائشة رضي الله عنها من سب اليهود بعد أن فطنت لسبهم قائلا: «مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش»، ومع هذا يرفضون وضع قانون يجرم من يسب الآخر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة