قام أحد المنتديات الإلكترونية بإحصاء عدد المقالات التي تناولت أداء الهيئة العامة للاستثمار خلال الفترة الماضية القريبة وصولا إلى نهاية الأسبوع الماضي، لتكون المحصلة 50 مقالا، نضيف إليها ثلاثة مقالات إلى لحظة كتابة هذا المقال.. المقالات كلها باختلاف أساليبها تشترك في نقد الهيئة وتطالبها بتوضيح ما يتداوله المجتمع من معلومات غير مريحة، خصوصا في جانب الاستثمار الأجنبي.. مقابل هذا الكم من المقالات الناقدة لم نقرأ -في حد علمي- سوى مقال واحد كتبه الدكتور حمزة بن محمد السالم في صحيفة (الجزيرة)، لم يكن توضيحا أو تصحيحا لما تحدث عنه الكتاب بقدر ما كان اتهاما للكاتب داود الشريان بتحطيم جهة حكومية شعبيا لكي تحطم سياسيا بسبب كتاباته «الخالية من الحقائق والممتلئة بالشعبوية المضللة وتحريف التصريحات» كما قال السالم.. صحيح أن الشريان هو أكثر من كتب عن هيئة الاستثمار، لكن كثيرين غيره كتبوا. والكل لم يكن يطمح لما هو أكثر من توضيح المعلومات التي تمتلكها الهيئة بخصوص نشاطها وتحديد موقفها من الاتهامات الموجهة لها في بعض جوانب عملها.. الهيئة ككيان اقتصادي استراتيجي قدم وعودا وردية للوطن لا بد أن تكون هدفا للتساؤل بعد هذه المدة حول منجزاتها، لكنها للأسف لم تهتم بالتوضيح ولم تعبأ بمن كتبوا لتضع نفسها بذلك في موقف صعب.. لا أتذكر مبادرة للهيئة في التوضيح سوى التصريح اليتيم المقتضب لرئيسها التنفيذي لخدمات المستثمرين يوم السبت 25 رمضان الذي ركز على جزئية هامشية تتعلق -على حد زعمه- بخلط أمانة جدة بين تراخيص ممارسة الأنشطة التجارية والصناعية التي تصدرها الهيئة للاستثمار الأجنبي وبين تراخيص مواقعها الإدارية التي تصدرها الأمانة، وذلك ما يظن المتحدث أنه «جعل الكثير من كتاب الأعمدة يقرأون الخبر بشكل سلبي وينتقدون الهيئة العامة للاستثمار على هذه النوعية من التراخيص».. أولا.. يجب أن يعرف متحدث الهيئة أن كل الكلام الذي قيل عنها لا يمكن ابتساره في موضوع خلط الأمانة للمسميات.. الكتاب يتحدثون منذ فترة عما هو أهم وأكبر.. عن رؤية الهيئة واستراتيجيتها ومردود نشاطها على الاقتصاد الوطني، وتشغيلها للكوادر الوطنية، وما وصلت إليه المشاريع العديدة التي وقعت اتفاقيات لإقامتها. كان الجميع مصرين على معرفة ما تقوم به الهيئة؛ لأنها استمرت في إصرارها على الصمت وإهمال مطالبتها المستمرة بالإفصاح والشفافية.. مسألة المستثمر الأجنبي التي طفت على السطح مؤخرا ليست سوى جزء من الإشكالات العديدة التي يريد الناس معرفة حقيقتها.. الناس لا تريد أكثر مما قاله الكاتب عيسى الحليان في صحيفة عكاظ يوم الأحد 26 رمضان «نحن لا نتحدث عن قضايا خلافية أو انطباعية، وإنما نتحدث عن أرقام وإحصائيات لا يطول الجدل حولها إلا في ظل انعدام الشفافية، ولأنها مسألة لا تحتمل النقاش أو الجدل أصلا، لذا يجب على المتحدث الرسمي لهيئة الاستثمار أن يظهر على الملأ ليوضح رأي الهيئة دون لبس».. فهل تفعلها الهيئة أم ما زالت تعتقد ألا أحد يستحق الالتفات إليه؟؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة